أسامة بلفقير – الرباط
خلف قرار المغرب استئناف علاقاته الدبلوماسية المتوقفة مع إسرائيل، منذ سنة 2002، حين تم إغلاق مكتب الاتصال بالرباط، مجموعة من ردود الأفعال المتباينة، منها الرافض، ومنها من يرى أن الأمر لم يؤثر من قبل على العلاقات المغربية الفلسطينية، ولن يؤثر الآن خصوصا، أن المغرب اليوم أقوى دبلوماسيا، ويمكنه أن يكون وسيطا فعالا، لأنه يحظى بثقة جميع الأطراف، فالمغرب كان دوما مع حل الدولتين الذي اقترحه الراحل الملك الحسن الثاني، وتبناه الفلسطينيون في معاهدة أسلو، بل وحتى الموقف الرسمي المغربي كان مع هذا الحل قبل استئناف العلاقات ولازال.
معين شقفة الصحفي الفلسطيني المخضرم المقيم بالمغرب، أكد أن القرار المغربي لن يغير من موقفه تجاه القضية الفلسطينية، وأن المغرب يحظى بثقة من الفلسطينيين وسيلعب دورا مهما في التوصل إلى حل بالمنطقة، كما أن القرار لن يؤثر على العلاقات مع فلسطين.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تقرأ قرار إعلان اتفاق السلام بين المغرب وإسرائيل برعاية أمريكية؟
المملكة المغربية بلد شقيق لفلسطين وله مواقفه التاريخية مع الشعب والقيادة الفلسطينية والجغرافيا الفلسطينية منذ عهد دولة الفاطميين حين حطوا المغاربة الرحال في مدينة القدس الفلسطينية وسكنوا بجوار المسجد الأقصى وشاركوا في معارك الدفاع عنه وعن قدسية وفلسطينية المدينة ويشهد على ذلك التاريخ والمكان والزمان وخير شاهد و عنوان حارة المغاربة التي بقيت عامرة صامدة حية حتى احتلت القدس الشرقية في حزيران 1967 من قبل الاحتلال الصهيوني والذي بدوره كان اول قرار أصدره قادة الحرب الإسرائيلية هو هدم حارة المغاربة تماماً ولم يُبقوا منها سوى باب المغاربة المؤدي الى المسجد الأقصى، فالعلاقة المغربية الفلسطينية تاريخية ولا يمكن لها ان تتاثر من شيئ يسيئ لهذة العلاقة الوطيدة كانت وما زالت وستبقى دوماً إطلاقاً من قاعدة الاختلاف فالرأي لا يفسد للود قضية فقد نختلف في موقف سياسي ولكننا متفقين على دوام الاحترام والتقدير بمحبة و مودة.
لنتحدث عن العلاقات المغربية الفلسطينية في ظل التطورات المتسارعة ؟
كما ذكرت في إجابة السؤال الاول ان المغرب وطن شقيق للشعب الفلسطيني و لم يفرط يوماً في دوره الداعم والمساند بقوة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وهذا ما تم التأكيد عليه من قبل ملك المغرب محمد السادس في الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تفهم موقف المملكة المغربية في دخولها في اتفاق تطبيع مع اسرائيل وهذا التفهم يشمل المعرفة في طبيعة الضغوطات الكبيرة التي مورست على المغرب من قبل الادارة الأمريكية الحالية وعلينا أن نذكر ان المغرب رفض قبل فترة وجيزة طلب امريكي لاستقبال رئيس حكومة دولة الاحتلال ، فما نحن بصدده الان هو التأكيد على اصالة وحجم وقوة العلاقات الفلسطينية المغربية كما وننظر للمغرب على انه دولة لها مكانتها و شأنها في القارة الأفريقية وبكل تاكيد سيكون لعا دور وخطواط فاعلة في نيل الفلسطينيين حريتهم واستقلالهم واقامة دولتهم كاملة السيادة فوق الارض الفلسطينية التي احتلت في الرابع من حزيران 1967 وهذا هو الموقف الثابت الوطني والسيادي للمملكة المغربية اتجاه فلسطين ارضاً وشعباً وهوية.
كيف تقرا تداعيات اتفاق السلام المغربي الإسرائيلي على قضية الفلسطينية ؟
في نظرة عميقة للتاريخ سنجد ان المملكة المغربية لعبت دور رئيسي في التوصل الى اتفاق السلام بين مصر و اسرائيل والذي اطلق عليه فيما بعد اتفاق كامب ديفيد عام 1979 حيث كان للمغرب دور كبير في ترتيب اللقاءات الاولى التي كانت سرية بينهما في ضيافة دولة المغرب وكذلك كان للمغرب مشاركة في ذلك عبر حمل رسائل ووجهات نظر من قبل الرئيس المصري أنذاك محمد أنور السادات الى رئيس حكومة اسرائيل حايم بيغن وايضاً العكس وعلى نفس المسار كانت المملكة المغربية تقدم رؤى واقتراحات لادارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر تساعد على التوصل الى انهاء حالة الحرب والدخول في مرحلة السلام .. بمعنى ان المغرب كان وما زال من الممكن له ان يقوم بدور نوعي في دعم الحق الفلسطيني ومساندته والمطالبة فيه عبر القنوات الدبلوماسية وغيرها سواء لدى ساسة دولة الاحتلال او عبر المكانة على جميع الصعد العربية والدولية هذة الميزة التي يتمتع بها المغرب والملك محمد السادس رئيس لجنة القدس لها وزنها و معروفة وحاضرة دوم.