وجاءت تلك التصريحات بعد أن توقع ترامب يوم الأحد أن تزيل الصين حواجزها التجارية وعبر عن تفاؤله بشأن إمكانية توصل الجانبين إلى تسوية عبر المحادثات.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ للصحفيين في إفادة صحيفة روتينية ”في ظل الظروف الراهنة، لا يمكن حتى للجانبين أن يجريا محادثات بشأن تلك المسائل“.وقال قنغ ”الولايات المتحدة تلوح مهددة بالعقوبات فيما تقول في ذات الوقت إنها مستعدة لمحادثات. لا أعرف على من تمثل الولايات المتحدة هذا المشهد“.وأضاف أن الخلافات التجارية ”هي استفزاز كامل من الولايات المتحدة“.وقال تشيان كه مينغ نائب وزير التجارة الصيني يوم الاثنين خلال منتدى بواو الآسيوي في إقليم هاينان جنوب البلاد إن بلاده لا ترغب في خوض حرب تجارية لكنها لا تخشاها.وسينصب التركيز هذا الأسبوع على المنتدى حيث من المقرر أن يتحدث فيه الرئيس شي جين بينغ ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد يوم الثلاثاء.
إنكار
تهدف الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بالتهديد بفرض رسوم جمركية على سلع صينية تقدر قيمتها بنحو 50 مليار دولار إلى إجبار بكين على معالجة ما تصفه واشنطن بسرقة متأصلة للملكية الفكرية الأمريكية ونقل إجباري للتكنولوجيا من شركات أمريكية.وتقول الصين بدورها إن واشنطن هي المعتدية وإنها تروج للحماية التجارية عالميا، على الرغم من أن شركاء تجاريين للصين شكوا لسنوات من إساءة استغلال بكين لقواعد منظمة التجارة العالمية ومن قيامها بممارسة سياسات صناعية غير عادلة تُبقي الشركات الأجنبية بعيدا عن قطاعات أساسية بهدف خلق شركات محلية كبرى.وفي تغريدة كتبها صباح يوم الاثنين قال ترامب إن الصين تفرض رسوما جمركية نسبتها 25 بالمئة على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة فيما لا تخضع واردات السيارات من الصين إلا إلى رسوم نسبتها 2.5 بالمئة.وأضاف ترامب في التغريدة ”هل يبدو ذلك كتجارة حرة أو عادلة. لا.. يبدو كتجارة غبية“.
وقال بيتر نافارو مستشار البيت الأبيض لشؤون التجارة في مقال للرأي نشرته صحيفة فايننشال تايمز اليوم الاثنين ”رد فعل الصين على دفاع السيد ترامب المشروع عن الوطن الأمريكي كان جدار الإنكار العظيم.. على الرغم من الأدلة الدامغة على سلوك بكين غير المشروع والذي يتسم بالحماية التجارية“.وينفي مسؤولون صينيون تلك الاتهامات وردوا خلال ساعات من إعلان ترامب للتهديد الأول باقتراح رسوم جمركية مكافئة. ودفعت الخطوة ترامب للتهديد برسوم جمركية أخرى على بضائع صينية تقدر قيمتها بمئة مليار دولار.
ولم تدخل التهديدات الأحدث حيز التنفيذ الفعلي بعد
ونقل بيان أصدره مجلس الدولة الصيني عن رئيس الوزراء لي كه تشيانغ قوله إن نشوب حرب تجارية بسبب إجراءات أحادية الجانب لن يضر بالمصالح الثنائية فحسب ولكن أيضا بالمصالح المشتركة في العالم.وقال لي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال اجتماع في بكين يوم الأحد إن المطلوب هو معارضة الأحادية والحماية التجارية في ظل الغموض الذي يكتنف أوضاع الاقتصاد العالمي.أضاف أن تحدي الإجماع بإجراءات أحادية الجانب من شأنه تهديد السلام والاستقرار في العالم.وذكرت وكالة بلومبرج يوم الاثنين نقلا عن مصادر مطلعة أن الصين تبحث الأثر المحتمل للخفض التدريجي لقيمة اليوان كأداة تحرك في الخلاف التجاري بيد أنها قالت إن التحليلات لا تعني أن المسؤولين سينفذون هذه الخطوة.ولم يسجل اليوان تغييرا يذكر مقابل الدولار خلال الشهر الماضي في الوقت الذي زادت فيه حدة النزاع التجاري وارتفع نحو ثلاثة بالمئة منذ بداية العام الجاري.