24 ساعة-متابعة
ألقى رئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، الجمعة بغرناطة، كلمة هامة خلال الجلسة الختامية لمنتدى دولي حول مستقبل البحر الأبيض المتوسط، الذي شكل فرصة لتبادل الرؤى حول التحديات التي تواجه المنطقة الأورومتوسطية.
وأشار الطالبي العلمي إلى مرور 30 سنة على إطلاق مسلسل برشلونة الأورومتوسطي، و27 سنة على إطلاق ذراعه البرلماني، معتبرا أن هذه الشراكة أسهمت في تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية.
وأكد في الوقت ذاته أن هذه الإنجازات لم ترق بعد إلى مستوى طموحات شعوب المنطقة، التي تتطلع إلى الأمن والاستقرار والازدهار المشترك.
كما شدد على أن استمرار النزاعات، وفي مقدمتها النزاع في الشرق الأوسط، يشكل العائق الرئيسي أمام ازدهار المنطقة، داعيا إلى حل عادل ودائم يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار.
وإلى جانب الأوضاع السياسية، تناول المنتدى ملفات جوهرية مثل الهجرة، التغيرات المناخية، وتعزيز مكانة الشباب والمرأة في السياسة
وفي هذا السياق، دعا الطالبي العلمي إلى تبني سياسات هجرة منظمة تستند إلى القانون الدولي، مستشهدا بـ”الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة” الذي تم إقراره في مراكش عام 2018.
كما أشار إلى دور المهاجرين الأفارقة في بناء أوروبا عبر التاريخ، مبرزا الحاجة إلى مقاربة عادلة لاختلالات التنمية بين الشمال والجنوب.
أما على صعيد المناخ، أكد المتحدث على أهمية الوفاء بالالتزامات الدولية لمواجهة تحديات التغير المناخي، مستشهدا بالتجربة المغربية-الإسبانية الناجحة في تحلية المياه باستخدام الطاقات المتجددة كنموذج لمواجهة الجفاف.
وفي ختام كلمته، شدد الطالبي العلمي على أهمية وحدة المواقف في مواجهة التحديات الدولية، داعيا إلى توحيد الجهود لحماية وحدة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
كما أكد أن المنطقة الأورومتوسطية تمتلك تاريخا عريقا ومؤهلات تمكنها من استعادة دورها كفاعل رئيسي في الساحة الدولية، شرط تعزيز التعاون بين دولها والتصدي لمخاطر التطرف والتدخلات الخارجية.
وجدد رئيس مجلس النواب، استعداد المملكة لمواصلة جهودها في دعم الشراكات الأورومتوسطية، انطلاقا من قناعتها الدبلوماسية والتزامها الثابت بتعزيز التعاون جنوب-شمال، لا سيما مع القارة الإفريقية التي وصفها بـ”قارة المستقبل”، مؤكدا أن مفتاح حل العديد من تحديات الشمال يكمن في تنمية الجنوب.