24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
تشهد إسبانيا، منذ بداية مارس الجاري. سلسلة من الاضطرابات الجوية العنيفة التي لم تهدأ، حيث ضربت البلاد ثلاث عواصف متتالية خلال الأسبوعين الماضيين، وها هي الآن تستعد لمواجهة العاصفة الرابعة، “مارتينو”، التي اجتاحت المنطقة بقوة. هذه العاصفة، التي تحمل اسمًا يعكس شدتها. دفعت السلطات الإسبانية إلى وضع نصف مناطق البلاد في حالة استنفار قصوى، تحسبًا لتداعياتها المحتملة التي تشمل أمطارًا غزيرة، رياحًا عاتية، وفيضانات قد تعصف بالبنية التحتية والمجتمعات المحلية.
مسار العاصفة وتأثيراتها
وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية “AEMET“، بدأت “مارتينو” تأثيراتها الفعلية يوم الخميس 20 مارس 2025. حيث اجتاحت جنوب إسبانيا والبرتغال قبل أن تمتد إلى مناطق أوسع. بما في ذلك الشمال والوسط. وبحلول يوم الجمعة 21 مارس، وصلت سرعة الرياح إلى 61 كم/ساعة على ساحل قادس، مع توقعات بارتفاعها إلى 90 كم/ساعة في مناطق أخرى. مما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات من المستوى الأصفر والبرتقالي في 15 منطقة. بما في ذلك مدريد وتوليدو وأبيلا. وقد أشارت تقارير من موقع “El Mundo” إلى أن العاصفة تسببت بالفعل في فيضانات للأنهار، وقطع الطرق، وزيادة مستويات المياه في السدود إلى حدودها القصوى.
حالة استنفار في نصف البلاد
أعلنت السلطات الإسبانية حالة التأهب في نحو نصف مناطق البلاد. مع تركيز خاص على العاصمة مدريد، حيث حذرت خدمات الطوارئ من مخاطر الفيضانات على ضفاف نهر مانزاناريس. وفي جليقية، تسببت “مارتينو” في أكثر من 400 حادث ليلي، مع رياح وصلت سرعتها إلى 166 كم/ساعة، أدت إلى اقتلاع الأشجار وتدمير أسطح المنازل، وفقًا لتقارير نشرتها شبكة “RTBF” البلجيكية. كما أُلغيت الرحلات البحرية بين طريفة وطنجة، مما أثر على حركة النقل عبر مضيق جبل طارق.
سياق التقلبات الجوية الأخيرة
تأتي “مارتينو” كجزء من سلسلة منخفضات جوية ضربت المنطقة، حيث سبقتها عواصف “جانا” و”كونراد” و”لورانس”، التي خلفت أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية. وتعد هذه العاصفة الرابعة تعد الأحدث في موسم استثنائي شهد تسمية 13 عاصفة حتى الآن. ويتوقع الخبراء أن تجلب “مارتينو” انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة بحلول نهاية الأسبوع، مع تساقط ثلوج محتمل في المرتفعات.