24 ساعة-أسماء خيندوف
مع تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة المتجددة والانتقال نحو استخدام المركبات الكهربائية، أصبحت المعادن النادرة، مثل الليثيوم، عنصرًا أساسيًا في هذا الاتجاه.
يحتل المغرب مكانة رائدة في المنطقة من خلال مشاريعه المتقدمة في الطاقة الشمسية والريحية، ما يفتح أمامه فرصًا كبيرة لتطوير قطاع البطاريات الكهربائية، خاصة مع تزايد الاستثمارات الأجنبية بهذا المجال.
في هذا الإطار، أجرت جريدة ”24 ساعة” حوارًا مع العالم المغربي رشيد اليزمي، الرائد في مجال تطوير بطاريات الليثيوم القابلة للشحن، لبحث دور هذا المعدن في مستقبل الطاقة بالمغرب، وكيف يمكن تسخيره لبناء نموذج طاقة مستدام.
كيف يمكن للموارد الطبيعية في المغرب، مثل الليثيوم، أن تساهم في تعزيز قطاع الطاقات المتجددة في البلاد؟
في البداية، دعنا نوضح أن الليثيوم يعتبر العنصر الأساسي في بطاريات الليثيوم-أيون، وهي تقنية تستخدم لتخزين الطاقة، سواء من مصادر متجددة كالشمس والرياح، أو في المركبات الكهربائية. و المغرب، بموقعه الاستراتيجي وموارده الطبيعية المتنوعة، لديه إمكانيات هائلة ليصبح مركزا إقليميا لصناعة وتخزين الطاقة.
على الرغم من أن احتياطيات الليثيوم في المغرب لم يعلن عليها بشكل رسمي، فإن أي وجود لهذا المعدن يمكن أن يكون محركا هاما لتعزيز قدراتنا في تصنيع البطاريات محليا. هذا لا يعني فقط خفض تكاليف الاستيراد، بل يوفر أيضا فرصة لتطوير الصناعات المحلية وخلق وظائف جديدة.
الأهم من ذلك، أن المغرب لديه مشاريع متقدمة في الطاقة الشمسية هذه المشاريع يمكن أن تستفيد بشكل كبير من تقنيات التخزين باستخدام الليثيوم لضمان استمرارية التزويد بالطاقة.
ما هو دور الليثيوم في صناعة البطاريات و التكنولوجيا الحديثة، وكيف يمكن استغلاله بشكل مستدام في المغرب؟
الليثيوم عنصر رئيسي في بطاريات الليثيوم-أيون نظرا لميزاته الفريدة، مثل كثافة الطاقة العالية، وخفة الوزن، وطول عمر البطارية هذه البطاريات تستخدم في تطبيقات عديدة مثل الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر المحمولة، السيارات الكهربائية، وأنظمة تخزين الطاقة.
لكن استغلال الليثيوم بشكل مستدام يتطلب اعتماد تقنيات متقدمة لاستخراجه وتصنيعه، المغرب يمكنه الاستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال لتطوير طرق تعدين صديقة للبيئة وتقليل الأثر البيئي لعمليات الإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، يجب التركيز على تطوير تقنيات إعادة تدوير البطاريات المستعملة، حيث تحتوي على كميات كبيرة من الليثيوم القابل لإعادة الاستخدام.
هناك العديد من الشركات العالمية التي تستثمر حاليا في المغرب و التي يطلق عليا “غيغا فاكتوري” لإنتاج البطاريات الكهربائية، مثل بعض الشركات الصينية والأوروبية، توفر فرصا لنقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر المغربية. هذه الشراكات يمكن أن تعزز قدرة المغرب على إنشاء نظام صناعي متكامل يشمل التعدين، التصنيع، وإعادة التدوير.
ما الفرص المتاحة لصناعة البطاريات بالمغرب في ظل المنافسة بين الدول الصناعية؟
هناك العديد من الشركات العالمية التي تستثمر حاليا في المغرب والتي يطلق عليا “غيغا فاكتوري” لإنتاج البطاريات الكهربائية، مثل بعض الشركات الصينية والأوروبية، توفر فرصا لنقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر المغربية. هذه الشراكات يمكن أن تعزز قدرة المغرب على إنشاء نظام صناعي متكامل يشمل التعدين، التصنيع، وإعادة التدوير.
إضافة إلى ما ذكرته سابقا، فالمغرب يتمتع بسوق ربط استراتيجي يشمل أوروبا، والولايات المتحدة، ودول شمال غرب إفريقيا. هذه الأسواق الكبيرة توفر فرصا هائلة لتصدير البطاريات المغربية دون تكبد رسوم جمركية، ما يجعلها أقل تكلفة بنسبة 20% مقارنة بالبطاريات المصنعة في الصين، إلى جانب ميزة القرب الجغرافي. على سبيل المثال، يفصل المغرب عن إسبانيا مسافة 14 كيلومترا فقط، مع توفر شبكة نقل عبر الطرق والسفن إلى دول غرب إفريقيا، مما يفتح آفاقًا لسوق ضخم يضم حوالي مليار مستهلك.
هل يمكن اعتبار الليثيوم فرصة لتعزيز قطاع الطاقات المتجددة ودعم الانتقال نحو المركبات الكهربائية؟
إن الانتقال نحو المركبات الكهربائية ليس رفاهية بل ضرورة عالمية في ظل التغيرات المناخية والضغوط البيئية المغرب، باستثماراته المتزايدة في الطاقة النظيفة والبنية التحتية، قادر على أن يكون جزءا من هذا التحول، الشركات الدولية التي تستثمر في البلاد، إلى جانب المشاريع الحكومية، يمكن أن تسرع هذا التوجه.
على المدى الطويل، يجب على المغرب تطوير برامج بحث علمي لدراسة طرق تحسين كفاءة البطاريات وتقليل تكلفتها. الأبحاث في مجالات مواد البطاريات الجديدة، مثل استخدام مواد مستدامة أو بديلة لليثيوم، قد تضع المغرب في طليعة الدول المبتكرة في هذا القطاع.
بالنسبة لي الليثيوم يمثل فرصة استراتيجية للمغرب، ليس فقط لتعزيز قطاع الطاقات المتجددة، بل أيضا لدعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل. ومع وجود الاستثمارات الدولية والبنية التحتية المتطورة، يمكن للمغرب أن يصبح رائدًا إقليميًا في مجال البطاريات والتقنيات النظيفة، شريطة أن يتم استغلال موارده الطبيعية بحكمة وبطريقة مستدامة.