أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني اليوم الأربعاء بمقر الامم المتحدة في نيويورك التزام المغرب بالقضاء على مرض السل قبل سنة 2030.
وقال العثماني في كلمة خلال الاجتماع الرفيع المستوى ” متحدون لدحر السل” الذي نظم في إطار الدورة 73 للجمعية العامة “حسب المعطيات الحالية والبرامج المسطرة، فإن المغرب يلتزم بالقضاء نهائيا على مرض السل قبل سنة 2030 كما هو مسطر في أهداف الامم المتحدة”.
وسجل أن هذا الداء عرف في السنوات الأخيرة، على المستوى العالمي ارتفاعا في نسبة حدوثه بفعل ظهور السيدا والسل المقاوم للأدوية، مضيفا أن هذه الوضعية الوبائية الجديدة، دفعت المنظومة الدولية الى تكثيف جهود مكافحة هذا الداء بهدف القضاء عليه.
وأشار رئيس الحكومة الى أن الدول وضعت برامج وطنية مستمدة من توصيات المنظمة العالمية للصحة، بدءا باستراتيجية المعالجة القصيرة المدى تحت الاشراف المباشر لأطر الصحة، وصولا الى استراتيجية دحر السل والتي تهدف الى الحد بشكل كبير من نسبة حدوث هذا الداء.
وأبرز في هذا الاطار، أن المغرب أظهر مقدرة كبيرة على الانخراط الفعلي في الدينامية العالمية لمكافحة هذا المرض، حيث وضعت برامج وطنية مستمدة من توصيات المنظمة العالمية للصحة، بدءا باستراتيجية المعالجة القصيرة المدى تحت الإشراف المباشر لأطر الصحة، ووصولا الى استراتيجية دحر السل التي تتم بلورتها جهويا ويجري تنفيذها محليا عبر شراكات مع مختلف المتدخلين و الفعاليات.
وذكر رئيس الحكومة أن المغرب حقق في اطار هذا البرنامج تطورات ملموسة، حيث ارتفعت نسبة الكشف المبكر الى أزيد من 88 في المائة، بينما المعدل العالمي لا يتجاوز 61 بالمائة ومن ناحية أخرى، ارتفعت نسبة نجاح العلاج الى أزيد من 87 في المائة في حين أن المعدل العالمي لا يتجا وز 79 بالمائة. كما تمكن المغرب من خفض نسبة الاصابة بالداء بنسبة 30 بالمائة ونسبة الوفيات ب 63 بالمائة خلال الفترة ما بين 1990 و 2016 ، مع الابقاء على نسبة منخفضة لانتشار السل المقاوم للأدوية لا تتجاوز 1 بالمائة من الساكنة العامة، علما أن المعدل العالمي لانتشار هذا النوع من السل يبلغ حوالي 4 بالمائة .
ووفقا للعثماني، فقد مكنت هذه النتائج من حصول المغرب على الميدالية الذهبية لمنظمة “الشراكة لدحر السل” وبلوغ الهدف السادس من أهداف الالفية للتنمية، بعد أن أخذ السل منحى تراجعيا بين 1990 و 2015.
وأشار في هذا الصدد الى أنه مابين 2016 و2017 تم تخفيض الوفيات بهذا الداء ب12 بالمائة، بينما لم تنخفض هذه النسبة على المستوى العالمي سنويا الا ب3 بالمائة .
وأكد رئيس الحكومة أنه بالرغم من الجهود الجبارة التي بذلت سواء في مجال الوقاية و التشخيص و العلاج، فإن داء السل لا زال يمثل تحديا حقيقيا للصحة العامة، معتبرا أن القضاء عليه يحتاج الى مقاربات شمولية وتشاركية تجعل الصحة في صلب كل السياسات ، انسجاما مع روح إعلان موسكو الوزاري لسنة 2017 بشأن القضاء على السل والذي يهيب بالدول اتباع مقاربة تشاركية بين مختلف القطاعات والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية.