كريم السعداني – الرباط
موقف غريب ذلك الذي صدر عن جماعة العدل والإحسان، عندما وجهت انتقادات للسلطات العمومية بشأن استمرار منع إقامة صلاة الجمعة رغم أن الوضع الصحي للمملكة دخل مرحلة خطيرة تستوجب الابتعاد عن أي تجمعات أو كل ما من شأنه المساهمة في انتشار فيروس كورونا.
والواضح من خلال تصريحات بعض وجوه الجماعة، أن هناك رغبة لخلق توترات مصطنعة. فقد صرح محمد حمداوي، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، أن تعطيل صلاة الجمعة من “خطيئة عظيمة”.
وقال القيادي في الجماعة المحظورة إن تعليق صلاة الجمعة منذ مارس إلى الآن “لا مبرر له ويطرح علامات الاستفهام”.
وأوضح في تدوينة على حسابه على فيسبوك أن “ظروف الاجتماع للجمعة اليوم على الأقل في المساجد الكبرى متاحة إما بالاقتصار داخل المساجد على الأعداد التي تسعها باحترام التباعد كما في الصلوات الآن”. معتبرا أنه “الظروف متاحة لإقامة الجمعة في المساجد التي بجانبها ساحات تسمح بذلك، ولا تعطل فريضة الجمعة إلى هذا الحد، أما مساجد البوادي فيمكن كلها إقامة الجمعة في ساحاتها”.
هذه التدوينة تم تناقلها بين أعضاء الجماعة المحظورة، بينما كان يفترض أن تبتعد خاصة في هذه الظروف عن الحسابات السياسوية الضيقة وتنتصر على الأقل لصحة المواطن، بدل الدخول في منطق لا يستقيم دينيا ولا صحيا.
إن الرسالة التي يجب أن تستوعبها الجماعة المحظورة اليوم هي أن المغاربة لا يأخذون الآراء الدينية إلا من أهلها، وهنا الحديث بطبيعة الحال عن المجلس العلمي الأعلى الذي كانت له مواقف واضحة، بعدما طلب جلالة الملك أمير المؤمنين فتوى في الموضوغ. فالقرارات التي تم اتخاذها على مستوى المساجد لم تكن تستهدف “إغلاق بيوت الله” كما يحاول البعض الترويج لذلك بشكل مستفز، بل كان الهدف الأول والأخير هو حماية صحة المواطن، بناء على أساس فقهي واضح لا يقبل التأويل.
إن مقاصد الشريعة، التي يفترض أن هذه الجماعة “الدينية السياسوية” قد تكون على وعي بها، هو حفظ النفس، الذي يدخل ضمن الضروريات الخمس التي نصت عليها أدلة من القرآن والسنة.
ولذلك فإن من حكمة اتخاذ كل هذه التدابير هو تحقيق مصالح العباد العاجلة والآجلة، وإلا فإن الدولة قامت بمجهود كبير لتفتح المساجد في باقي الصلوات، باستثناء صلاة الجمعة التي يعلم الجميع ظروف إقامتها والعدد الكبير من المصلين الذين يحجون إليها، ما قد يحول مساجدنا إلى قنبلة وبائية.