إعداد- زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة.
إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة الثالثة عشر
العربي بن مبارك أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم المغربية والعالمية، كان أكثر من مجرد لاعب موهوب، لقد كان رمزا للمهارة والإبداع في الملاعب الأوروبية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وُلِد العربي بن مبارك في الدار البيضاء عام 1914، ونشأ يتيما في بيئة متواضعة، لكنه سرعان ما أظهر موهبته الكروية في شوارع المدينة، لينطلق بعدها في مسيرة استثنائية جعلته أحد أساطير اللعبة.
بدأ بن مبارك مشواره الكروي مع نادي الاتحاد المغربي، قبل أن ينتقل إلى أوروبا عبر أولمبيك مارسيليا عام 1938، هناك، تألق بسرعة وأصبح لاعبا أساسيا في الفريق، مسجلا 12 هدفا في موسمه الأول، بعد توقف الدوري بسبب الحرب العالمية الثانية، عاد للعب مع نادي فرنسا وساهم في صعوده إلى دوري الدرجة الأولى.
لكن محطته الأبرز كانت في أتلتيكو مدريد، حيث انضم عام 1948 وترك بصمة خالدة بقيادته الفريق إلى لقب الدوري الإسباني مرتين متتاليتين (1950 و1951)، خلال خمسة مواسم، سجل 56 هدفا في 113 مباراة، وأصبح جزءا من ثنائي هجومي قوي مع السويدي كارلسون، حيث أطلق عليه الإسبان لقب “هجوم الكريستال”، بينما لقبه الفرنسيون بـ“الجوهرة السوداء” تقديرا لمهاراته الفريدة.
على الصعيد الدولي، حمل قميص المنتخب الفرنسي في 18 مباراة وسجل 3 أهداف، لكنه لم يتمكن من تمثيل منتخب بلاده المغرب بسبب الحماية الفرنسية في ذلك الوقت.
بعد اعتزاله عام 1955، عاد بن مبارك إلى المغرب حيث تولى تدريب الاتحاد الرباطي والنجم البيضاوي، كما أصبح أول مدرب للمنتخب الوطني المغربي، بقي مخلصا لقيمه طوال حياته، وعرف بتدينه وانضباطه داخل وخارج الملعب.
رحل العربي بن مبارك عام 1992، لكنه ظل خالدا في ذاكرة كرة القدم كأحد أعظم اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب المغربية والعالمية، ورغم أن اسمه قد لا يكون متداولا بين الأجيال الجديدة، إلا أن إرثه في أتلتيكو مدريد وفي تاريخ كرة القدم يظل شاهدا على عظمته.