عبد الرحيم زياد ـ 24 ساعة
في تحد حقيقي لإرادة الملايين من الشعب الجزائري الذين ما زالوا يخرجون في مظاهرات سلمية، لأشهر متواصلة، ما زالت المؤسسة العسكرية الحاكمة في الجزائر، تراهن على ضمان استمرارية النظام القائم، ضدا على رغبة الشعب الجزائري وحرمانه من أي تغيير حقيقي، يغير من واقعه ومن واقع البلاد، بحيث تسعى العصبة المتنفذة في أركان الجيش الجزائري إلى الالتفاف على مطالب الجماهير، والتي تمكنت حتى الآن من تحقيق مكاسب استراتيجية، وأهمها، وأد مسار تتويج الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، بعهدة خامسة.
ويرى مراقبون أن خطة النظام الجزائري الحالية، لا تحيد كثيراً عن الممارسات السابقة في منظومة الحكم القائم منذ استقلال البلد عن الاستعمار الفرنسي، والتي تجد عند كل أزمة مخرجاً، تؤمنه بنفض الغبار عن رجالاتها، يُلجأ لهم لتجاوز المطبات.، بحيث ومع عودة وزير الدفاع الجزائري الأسبق الجنرال خالد نزار إلى الجزائر، بعد عام ونصف العام من الفرار، بسبب ملاحقته من قبل القضاء العسكري، والذي كان يهدف إلى الإطاحة بقائد أركان الجيش الجزائري حينها أحمد قايد صالح، وإنشاء رئاسة انتقالية تحل محل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بسبب اندلاع مظاهرات الحراك الشعبي، لكن عودته تأتي في سياق مسار لافت لتسويات عسكرية عسكرية جارية في الجزائر.
وتندرج عودة خالد نزار إلى الجزائر، حسب المتتبعين ضمن مسار من التسويات بين القيادة العسكرية الجديدة، والعسكريين السابقين الملاحقين في قضايا ذات بعد سياسي، خاصة ممن كانوا على خصومة سياسية مع قائد الجيش الراحل. وشملت هذه التسويات حتى الآن تبرئة الجنرال حسين بن حديد مؤخراً، واستقباله من قبل قائد الجيش السعيد شنقريحة، ومراجعة ملف الجنرال علي غديري وتكييف تهمه، وهو مرشح سابق للانتخابات الرئاسية تمهيدا للإفراج عنه.
كما يذهب رأي المراقبين للشأن الجزائري، ان أن إعادة إنتاج النظام القديم يجتهد في ترويج الاسطوانة المشروخة ، وترديد اللازمة المحفوظة عن ظهر قلب لدى حكام قصر المرادية، وهي الخطر الذي يهدد البلاد والقادم من المغرب بحسب قيادة الجيش، إذ تزامنا مع هذه العملية كان التلفزيون الرسمي الجزائري قد نشر فيديو لشنقريحة وهو يخاطب قادة الجيش داعيا إياهم إلى “الاستعداد لمحاربة العدو الكلاسيكي” وذلك بعد 48 ساعة فقط من العملية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية في منطقة “الكركرات” لإخلاء عناصر جبهة “البوليساريو” الانفصالية من المنطقة وإعادة فتح المعبر الحدودي مع موريتانيا.
كما أن عودة جنرالات الحقبة السابقة و حقبة العشرية السوداء الدامية، يتزامن أيضا مع مرض الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون الذي غيبه طيلة 6 أسابيع عن مهامهم الدستورية، نتيجة إصابته بفيروس كورونا حسب ما أعلنته الرئاسة الجزائرية، ليظهر بعدها وهو يفي حالة صحية غير مطمئنة، وسط توقعات بعدم قدرة الرئيس على إتمام ولايته وإخلاء المجال نهائيا للجيش للإمساك بزمام الأمور.
ويجمع المحللون على ان هناك صفقة لاعادة تدوير الجنرال خالد نزار ورفاقه للاستفادة من خبراتهم وملفاتهم السوداء وما يحملون في جعبتهم من اسرار قصد لم كل العسكريين المنتمين لما اطلق عليه البعض الدولة العميقة الجزائرية وهو ما لا يمكن ان نعتبره كذلك اذ الدولة في الجزائر هي قيادة الاركان وبالتالي هم مجموعات داخل قيادة الاركان والتي تتصارع على السلطة والمال، فيكون الجنرال نزار العائد محط تفاهمات وتسويات لاعادة ترتيب البيت أركان النظام العسكري المتحكم على رقاب الجزائريين منذ عقود