حكيم العسيبي
الحسن الثاني رحمه الله قال مرةً، لو لم أكن ملكًا لكنت إشتراكيا..فلم يكن الإنتماء الى حزب الإتحاد الاشتراكي يكون فقط بِوَصْلٍ من دفتر فرع من الفروع..الإتحاد الاشتراكي صباغة وطن بأكمله هو روحه ومبتدأه ومنتهاه.
لهذا كانت مفردة القوى الحية هي النطفة والمضغة التي عليها تمت ولادة حزب الإتحاد الوطني وبعده الإتحاد الاشتراكي…إن رحلة الصيف والشتاء في مسار الإتحاد الاشتراكي،كانت المرور من الخيار الثوري الى الديمقراطي…بمعنى النزول من الصومعة الى باحة المسجد والمصنع والجامعة والشارع…وليس الى باحة حضيرة الحيوان.
طاش الصواب عند دريس لشكر،صار عدمي إنتزاعي …هو في حالة عصف ذهني،لان القادم ليس فيه مكان له..اليوم فشل دريس لشكر في انتاج الحوار الخدمي الذي يعيد لَمَّ شتات خيمة اليسار.دور دريس لشكر انتهى مع البلوكاج الحكومي..فلا شكل النظام الرسمي يراه رجل المرحلة القادمة ولا الكولسة والتقاطعات التي أصابت المكتب السياسي بقادرة على إضافة عمر سياسي له……دريس لشكر هو شباط الاتحاد الاشتراكي في القادم من الايام.
لكن لماذا حسناء أبوزيد اليوم وليس دريس لشكر..لان القاعدة تقول أن المحيط لا يتبع البحيرة،وما كان التوكيد سوى تابعًا للمؤكد…فهل انتماء السيدة حسناء ابوزيد لروح حزب الاتحاد الاشتراكي يحتاج الى شهادة ADN .هي رهان لكل القوى الحية بل وعين عطف حتى من أعلى سلطة بالبلاد.
حِجِّيَتها، مسارها، عمقها العائلي يجعلها المؤكد في المرحلة الراهنة…فهي رهان لا يحمل جملا اعتراضية،كما حملها دريس لشكر…
فقط داخل الإتحاد الاشتراكي نقتل أوديب ألف مرة،إنها جزاء النبوة الاتحادية.ولعل من تجلياتها كلمة شاعر منتصف الطريق محمد الأشعري في حق موتى الاباء للحزب.
دريس لشكر يكافح من أجل طرح برنامج الندرة لتنظيم الاتحاد الاشتراكي…ندرة المتعاطفين وندرة المناضلين وندرة المثقفين وندرة قراء صحيفته….قلة البضاعة السياسية والتنظيمية عند دريس لشكر هو انه يرى ان عدد المقاعد المحصل عليها هي انتصار وصعود لتيار الاشتراكي ولو كان عن طريق إستقطابات لا تدر للرداء الاتحادي أي نوع من الفضيلة.
حسناء ابو زيد ليست لملأ الهوامش والفواصل داخل حزب الاتحاد الاشتراكي..إنها رهان كامل.أولًا لانها سيدة بكل ما يحمله هذا الطرح من عنفوان اللحظة الراهنة..وهي إجماع وخطاب سياسي متكامل برهانات أسطرة السياسة داخل الإتحاد الاشتراكي من تيار يجرِّب إلى تيار يُجِيب.
عندما يكشكش دريس لشكر ،بأن الانتماء الى الاتحاد الاشتراكي يجب ان يكون بشهادة…هو نفس المنطق لادريس البصري عندما نفى السرفاتي لان شهادة ميلاده ليست مغربية.
في هذا الوطن عزيزي دريس لشكر…يولد الواحد منا يساريًا إشتراكياً،والزمن السياسي هو من يجعله مناضلًا او انتهازيًا.