قال إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن تأصيل التجارب البشرية الناجحة في العمل السياسي داخل التربة المحلية التي تزخر بالتنوع الهوياتي والثقافي واللغوي، من خلال المحافظة على الأنماط الاقتصادية والروابط الاجتماعية والأعراف التنظيمية العريقة، يزيد من قوة الشعوب ويعزز وحدة الدول وتطورها.
أضاف العماري الذي كان يتحدث خلال كلمة ألقاها، في مؤتمر “الحوار الأول للحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب العالمية”، يوم السبت 02 دجنبر 2017 ببكين، “ولهذا، نجد أن بعض القوى الدولية ذات النزوعات الامبريالية تعمل كل ما بوسعها لاختراق هذه التجارب من خلال التشجيع على تفكيك بنياتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
أمين عام البام زاد قائلا: و يتأكد كل هذا مع ماتعرفه منطقتنا (شمال افريقيا) من فوضى عارمة قوضت أسس الدولة التي ضحت شعوب بأكملها من أجل وجودها وتقدمها.وعبر المتحدث عن تقديره وإعجابه بالنموذج الصيني الذي يجسد حسبه، نجاح أمة عريقة استطاعت أن تستثمر مقوماتها الحضارية والروحية في بناء دولة قوية ما فتئت تشد إليها أنظار الشعوب عبر العالم.
ولم يدع زعيم الجرار المناسبة، حتى تكلم عن حزبه وتجربته ي المغرب، حيث اعتبرها تجربة في التحرر من النموذج النمطي المغلق الذي يمكن حشره في هذه الزاوية أو تلك. فحزب الأصالة والمعاصرة، يضيف العماري، يقوم في مرجعيته الفكرية على الزواج الوثيق بين المرجعية الحداثية التي تمثل نتاج التراكمات المعاصرة التي حققتها البشرية في مختلف المجالات، وبين المرجعية المحلية المتجذرة في تربة المجتمع المغربي والتي تتكون من الموروث الروحي والشعبي والحضاري المحلي الذي يعود إلى عدة قرون، مضيفا، أنه وكما نجح الحزب الشيوعي الصيني على صيننة الفكر الماركسي، يعمل حزب البام على الاجتهاد في مَغْرَبَة المرجعيات الفكرية الكونية مستفيدا من تراكمات وانجازات باقي الأحزاب الوطنية المغربية.
العماري زاد قائلا: “إن الظرفيات الاقتصادية المتقلبة وتأخر تحقيق التنمية المنشودة، وما خلفته من استمرار ظاهرة الفقر والهشاشة والبطالة والأمية والارهاب وإنعدام الأمن… تضع أحيانا بعض العوائق في طريق الديموقراطية سواء داخل الأحزاب أو داخل الدولة. كما أن نفس الاعتبارات قد تقف في وجه بلوغ مبدأ المساواة سواء بين الجنسين أو بين الأجيال وبين المجالات الترابية.والأحزاب القوية هي تلك التي تنجح في التخفيف من وطأة هذه العقبات، من خلال إخضاع البنيات التنظيمية والعمليات المرتبطة بالاستحقاقات الانتخابية للديموقراطية التمثيلية والتشاركية، مع العمل الحثيث على تثبيت مكانة المرأة والشباب في جميع بنيات الحزب، والحرص الشديد على إرساء برامج تراعي العدالة المجالية والترابية داخل نفس الدولة، يضيف أمين عام الأصالة والمعاصرة.