حاوره: أسامة بلفقير
في هذا الحوار المثير، يسلط الحقوقي والناشط في صفوف حراك الريف بأوروبا، سعيد العمراني، الضوء على تداعيات أحداث الريف الأخيرة، وأبرزها حملة الإعتقالات الواسعة التي باشرتها السلطات المغربية في حق نشطاء الحراك، وأبرزهم ناصر الزفزافي.
وكشف العمراني من خلال الحوار الذي أجرته معه “24ساعة”، عن الأسباب الحقيقية وراء الهجمة التي شنتها السلطات ضد رموز الحراك، محملا المسؤولية في ما يحصل لرئيس الدولة، واصفا حكومة العثماني بالعاجزة.
وفي ما يلي نص الحوار:
كيف تقرأ تدخل الدولة بشكل رسمي بعد الاعتقالات بشكل عشوائي مباشرة بعد حدث الجمعة الماضي ؟
الدولة كان لها خياران إما الحوار مع شباب الحراك و تحقيق ما يمكن تحقيقه من المطالب، و إما اللجوء إلى القوة من اجل اخماد الحراك بالقوة. حادثة المسجد يوم الجمعة الماضي المعزولة كانت مجرد مبرر لخطة مدروسة للقضاء على الحراك السلمي، و الدليل على ذلك هو اعتقال باقي قادة الحراك لم يحضروا اصلا في ذلك المسجد و لا في الاحتجاج امامه، و مع ذلك تم اختطافهم بشكل هوليودي كما حدث مع المناضلين محمد جلول و محمد المجاوي و الحبيب الحنودي و اخرين…
بعد أسبوع من الاعتقالات في صفوق نشطاء حراك الريف كيف تقرأ تطورات الوضع على الميدان ؟
الشباب تكيفوا بسرعة مع واقع القمع بقيادات ووجوه جديدة و على رأسهم الوجه النسائي نوال بنعيسى، بحيث منذ اعتقال الزفزافي و رفاقه، تم تنظيم مظاهرات ليلية شبه يومية في الحسيمة و نواحيها و تنظيم اضرابا عاما عرف نجاحا وصل 99 في المائة حسب المنظمين.
تدخلت عدد من المنظمات الحقوقية الدولية تطالب الدولة بوقف الاعتقالات التعسفية وبمحاكمة عدالة للنشطاء كيف تقرأ تكييف التهم للنشطاء؟
لم اطلع بعد على ملفات المعتقلين لكن حسب بعد تدوينات المحامين و تصريحاتهم، فان المعتقلين تنتظرهم تهما خطيرة ابرزها “تهمة المس بالأمن الداخلي والتظاهر بدون تصريح”. نعم هناك منظمات جهوية و وطنية و دولية ابزها منظمة العفو الدولة التي تطالب المغرب فاحترام حقوق الانسان و توفير شروط المحاكمة العادلة لكل المتهمين، لكن يصعب ان نقر بان القضاة المغاربة سيسمعون ل”امنيستي” بقدر ما سيسمعون لا محالة الى تعليمات وزارة الداخلية و من يقف ورائها.
تسارع الدولة المغربية الزمن لوقف الحراك في ظل التطورات الحاصلة كيف تقرأ سياق تدخل الأمني أمام تطور الأحداث؟
الى حدود الان الدولة فشلت فشلا ذريعا في خطتها القمعية، فالاحتجاجات متواصلة في كل مدن و قرى الريف بل امتد الى عدة مدن مغربية دون ان انسى انتفاضة مغاربة الخارج الغير المسبوقة ضد حكرة المخزن و الاعتقالات.
وقعت قبل يوم عريضة من طرق سياسين ومثقفين وحقوقيون يطالبون فيها ملك البلاد بالتدخل كيف تقرأ هذه المبادرة؟
مرحبا بكل المبادرات التي بإمكانها تخفيف التوتر و تساعد الشباب على الانتصار، بالرغم انها جاءت متأخرة جدا.
هناك خوف كبير من مغاربة الخارج الذي يعملون على الضغط في دولهم من أجل التدخل كيف تقرأ تداعيات تدخل أوروبية في تطورات حراك الريف؟
نحن ننبه الاوروبيين بمخاطر الخيار القمعي الذي تنهجه الرباط الذي يعتمده تجاه ساكنة الريف و كل احرار المغرب. و باعتبار انه شريكا لأوروبا و وقع معها عدة اتفاقيات اقتصادية و ثقافية و تجارية و امنية، نطالبها بضرورة مراجعة علاقاتها و دفعه الى تحمل مسؤولياته و نطالبها بفتح تحقيق في الدعم الذي يقدمه الاتحاد الاوروبي بهدف تنمية اقاليم الشمال و محاربة الهجرة السرية و محاربة المخدرات.
في ظل غياب رسمي للملك والحكومة التي فشلت في إطفاء لهيب احتجاجات الريف كيف تقرأ تطورات الوضع؟
دستوريا الملك هو المسؤول سياسيا في كل ما يقع، و الحكومة عاجزة عن فعل أي شيء لأنها لا تتحرك الا بتعليمات. ففي اعتقادي يصعب التنبؤ كون المخزن قادر على اخماد الحراك السلمي بالقوة، لذك سيظل الحوار اقرب مسافة لايجاد حلولا ترضي الجميع تبدأ بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بدون استثناء. اما التضارب في تصريحات هيئة المحامين فذلك امر قد يسيء للحراك و للريف، لذلك اعتقد من الواجب ايجاد صيغة من للتنسيق مع بعضهم البعض و عدم الركض وراء وسائل الاعلام فقط.