أسامة بلفقير ــ الدار البيضاء
في هذا الحوار يسلط سعيد العمراني، الحقوقي والناشط بحراك الريف في بلجيكا، الضوء على تداعيات التصريحات التي أطلقها زعماء الأغلبية الحكومية ضد حراك الريف واتهامهم له بالعمالة للخارج والسعي للإنفصال، كما يكشف العمراني في ذات الحوار عن أسباب تراجع حكومة العثماني عن هذه التصريحات.
وفي ما يلي نص الحوار:
كيف تقرأ تراجع الحكومة عن تصريحاتها حول الإتهامات حراك الريف ؟
الحكومة لا تتكلم إلا عندما تتلقى التعليمات و بـ”تيلكومود” وزارة الداخلية. وهذه الأخيرة ومن يقف وراءها قالت للاغلبية الحكومية اهجموا فهاجموا و عندما انكشف أمرهم وجدوا أنفسهم امام رد قوي ليس من لدن الريفيين فحسب بل حتى من أحرار المغرب و فروع نفس الأحزاب في الريف، فتراجعت الحكومة إلى الوراء و صمتت الأحزاب في انتظار تعليمات اخرى..
كيف تقرأ تطور الأحداث واستمرار تعنت الحكومة تُجاه مطالب الريف ؟
أحيانا يصعب فهم ما يجري. صراحة الحكومة “ما فيديها والو”، القرار يتخده محيط الملك و مستشاريه، والدولة ارتكبت أخطاء لأنها راهنت على الوقت لامتصاص الغضب أو خلق صراعات داخلية، لكن الحراك تجذر أكثر و توسع أكثر و تنظم أكثر حتى أصبح من الصعب إخماده بالقوة دون تحقيق المطالب.
لنتحدث عن الاتهامات التي أطلقتها الحكومة كـ”تلقي دعم خارجي والمس بثوابت الوطني وتلقي دعم من جهات أجنبية” هل هي في رأيك سياسة الهروب الى الأمام؟
كلام مردود عليه و الدولة تعرف جيدا أن ليس هناك لا دعم خارجي و لا تمويل أجنبي. بالاضافة إلى أنه ليس هناك أي مس بالثوابت الوطنية سوى إن كان الفساد ثابتا وطنيا مقدسا. إن كانت الحكومة تتوفر على دلائل فلتلتجئ إلى القضاء بدل ترويج الاكاذيب وزرع الشكوك.
هناك اتهامات مباشرة للوبي المغربي الريفي الذي يعيش في هولاندا على أنه يقدم دعما ماديا ولوجستيكيا للمحتجين بالريف الذين يتشبثون بمطالب إجتماعية، كيف تقرأ هذه الإتهامات ؟
لأول مرة اسمع بوجود “لوبي مغربي ريفي يعيش في هولندا”. أما الدعم الخارجي فغير موجود سوى دعم المهاجرين لافراد عائلتهم و هذا لا ننكره.
كيف تقرأ مجموعة من الإتهامات التي جاءت بشكل رسمي من طرف الحكومة (التي تم التراجع عنها) وما هي تداعياتها على الإحتجاجات السلمية التي تعرفها منطقة الريف ؟
الرد تم اليوم الخميس بالحسيمة و سيتم أواخر هذا الاسبوع في مدريد.
يلاحق نشطاء حراك الريف برفع شعار جمهورية الريف بدعم ومساندة أوروبية والبعض يتهم مغاربة هولاندا واسم سعيد شعو بالضبط. كيف تقرأ هذه الإتهامات؟
علم جمهورية الريف جزء من تاريخنا لا يمكن لنا إنكاره أما الحديث عن سعيد شعو هو مجرد نوع من الهروب الى الامام، و يمكن أن أضيف بأنه في الجارة الاسبانية كل إقليم يتوفر على رايته الخاصة إلى جانب العلم الاسباني (كطالونيا، بلاد الباسك، اندلوسيا…” أعلام معترف بها و ترفع فوق البنايات الرسمية بفخر و اعتزاز دون أي اعراج لباقي الاسبان.