24 ساعة ـ متابعة
على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها منطقة تيارت الجزائرية بسبب شح المياه في الثامن من يونيو الجاري. أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن هذه الإحتجاجات لم تحظى بتغطية إعلامية كبيرة في الجزائر. بسبب القيود الشديدة المفروضة على الصحافة داخل البلاد من طرف النظام الجزائري.
وأردفت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته أمس الخميس، إن مظاهر الاحتجاجات الشعبية انتشرت فقط على مواقع التواصل الاجتماعي. وأن محللين يتوقعون أن تحدث المزيد من المظاهرات في الأشهر المقبلة في الجزائر. في ظل وجود “تاريخ طويل من الاحتجاجات حول إخفاقات تقديم الخدمات المحلية” في البلاد.
ونقلت “الغارديان” أن العديد من المنتقدين يوجهون انتقادات للسلطات الجزائرية. بكونها لا تقوم بالإجراءات الكافية لحل أزمة المياه في البلاد. مشيرة إلى أن العديد من المناطق في الجزائر تعاني مشاكل شح المياه، وهذا المشكل يتعاظم سنة بعد أخرى في ظل التحولات المناخية.
وكانت تقارير إعلامية دولية، قد قالت مؤخرا إن الفترة الرئاسية لعبد المجيد تبون التي اتسمت بالهدوء الاجتماعي في الجزائر. تضررت مؤخرا بسبب الاحتجاجات التي تعرفها مناطق في البلاد جراء ما يُعرف بـ”أزمة الماء”. والتي تبقى هي من أسباب تأخر إعلان تبون عن ترشحه لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المقبلة بالبلاد المقررة في شتنبر.
الاحتجاجات التي تعرفها ولايات منطقة تيارت غربي البلاد لازالت مستمرة
وحسب ذات المصادر، فإن الاحتجاجات التي تعرفها ولايات منطقة تيارت غربي البلاد، لازالت مستمرة، وقد تجددت في الأيام الماضية، مما يُهدد باضطرابات اجتماعية لم تكن متوقعة أو في حسبان النظام الجزائري، وخاصة أن تبون يستعد لإعلان ترشحه لولاية أخرى في الانتخابات المقبلة.
وأضافت التقارير، أن عبد المجيد تبون حاول خلال السنوات الأخيرة، أن يبني صورة “الجزائر الجديدة”. وحاول في الشهور الأخيرة أن يُعدد المكاسب التي جنتها البلاد خلال فترته. غير أن الاضطرابات التي تعرفها منطقة تيارت أصبحت تُشوش، وتُهدم في الوقت نفسه. ما حاول تبون أن يُقدمه على نفسه كـ”صورة إيجابية”.
وأشارت التقارير ذاتها، إلى أنه بالرغم من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، والإقالات التي القيام بها في حق مسؤولين اتُهموا بالتسبب في المساهمة في أزمة العطش التي تعرفها منطقة تيارت، إلا أن كل ذلك لم يساهم في تراجع الاحتقان، حيث تظهر العديد من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي أعمال فوضى وشغب بسبب نقص الماء الذي يعاني منه السكان.
ويتوقع الكثير من المهتمين بالشأن الجزائري، أن تساهم هذه الأزمة في حالة تفاقمها، أن تؤثر على صورة عبد المجيد تبون. ولاسيما في حالة إذا أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. مشيرين إلى أن مشكلة الماء تبقى أحد أكبر التحديات التي يجب أن يتعامل معها تبون. أو الحكومة المقبلة التي ستتشكل بعد انتخابات شتنبر.