24 ساعة- متابعة
تعليقا على مقترح حزب العدالة والتنمية، والذي دعا فيه إلى توقيف المتابعات القضائية في حق المنتخبين إلى حين مرور الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، لأن هذه القضايا لن يطالها التقادم، وأن هذا الأمر جرت به العادة في محطات سابقة، حسب قول سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب المصباح، وذلك خلال تنصيب اللجنة المركزية لتتبع الانتخابات بحضور رئيس النيابة العامة.
وفي هذا الصدد قال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام معلقا على كلام العمراني، أن ما صدر عن حزب يقود الحكومة هو كلام خطير، يدعو إلى تعطيل القانون ويشكل تدخلا سافرا في السلطة القضائية وتوجيها لها، هو كلام يحرض على إنكار العدالة وصدر بحضور ممثل الإدعاء العام دون أن يخلف أي تعقيب أو ردود فعل اتجاه سلوك سياسي يستبطن كون البلد يسير بالتعليمات لا القانون وقواعده وأن المساطر المفتوحة يمكن التحكم فيها وتوجيهها حسب الظروف، وأضاف الغلوسي، أن ما يثير القلق أكثر هو فرضية أن يجد هذا الخطاب صدى له لدى السلطة القضائية وأن تساير توجها يدعو بشكل صريح إلى تعطيل القانون خاصة وأن بعض المؤشرات والمعطيات المتوفرة قد تعزز هذا القلق وضمن هذه المؤشرات أنه لم يتم تحريك المتابعات القضائية في الآونة الأخيرة خاصة وأن هناك ملفات إستغرقت وقتا طويلا في البحث التمهيدي وكان بالإمكان أن تحال على النيابات العامة المختصة لكن يبدو أنه ولحدود الآن لم يتم إتخاذ أي قرار بشأنها، كما تسائل المتحدث ذاته عن عدم تحريك المتابعات القضائية ضد المفسدين وناهبي المال العام في هذه الظرفية، هل هو مسألة عادية وترتبط بجوانب إجرائية ومسطرية أم أن للأمر علاقة بإتفاق مبطن قد حصل خلال تنصيب اللجنة المركزية لتتبع الانتخابات؟، وأوضح رئيس الجمعية الحقوقية، أن الأيام القادمة كفيلة بالجواب عن هذا السؤال، وفي كل الأحوال فإن الرأي العام يتطلع إلى فرض سيادة القانون على الجميع وعدم تعطيل أحكامه وتحقيق العدالة والقطع مع الإفلات من العقاب وربط المسوؤلية بالمحاسبة دون الخضوع لأي إبتزاز سياسي أو مساومة على القانون وقواعد العدالة.
وختم الغلوسي كلامه بأنه إذا كان المطلوب هو تجميد المتابعات القضائية ضد المفسدين وناهبي المال العام فهذا يعني أن أنصار هذا الخطاب يقسمون المجتمع إلى فئتين فئة محظوظة وفوق القانون وفئة يطبق عليها القانون مهما كانت الظروف والأحوال، هو خطاب وسلوك مرفوض وعلى السلطة القضائية وخاصة النيابة العامة أن لاتسمح بذلك وأن لا تكون طرفا في الدوس على القانون في واضحة النهار وأن تكون فوق الإعتبارات السياسية لأنها تمثل المجتمع بكل فئاته.