الرباط-عماد مجدوبي
يعيش حزب الأصالة والمعاصرة على وقع صفيح ساخن، بعد اعتقال عضوين بارزين في صفوفه. على خلفية ملف بارون المخدرات المالي”إسكوبار الصحراء“، وهما كل من سعيد الناصيري رئيس الوداد الرياضي وعبد النبي البعيوي رئيس جهة الشرق.
ورغم أن المجلس الوطني للبام (برلمان الحزب) الذي تترأسه فاطمة الزهراء المنصوري، سارع إلى الإعلان عن تجميد عضوية المعنيين فور تفجر الفضيحة. إلا أن المكتب السياسي للحزب الذي يترأس اجتماعاته الأمين العام، عبد اللطيف وهبي، لم يتطرق لهذه القضية رغم كبر حجمها، إلا في إجتماع عقد أمس الأربعاء. أي بعد مرور حوالي أسبوعين على حادث اعتقال الناصيري وبعيوي.
إقراأ ايضا: أخنوش في العمرة ووزراء يقضون عطلة رأس السنة في أوروبا ومجلس الحكومة يؤجل إلى الأسبوع المقبل
مصادر تحدثت لجريدة “24 ساعة”، كشفت أن الاجتماع الذي عقده المكتب السياسي للحزب، بمقره المركزي بالرباط. مر في أجواء مشحونة، خصوصاً وأن قيادات من داخل الحزب غاضبة من أن تشار إليها الأصابع في ملف “إسكوبار الصحراء”.
وبناء عليه، لم يكن غريبا، حسب ذات المصادر، أن يتضمن البيان الصادر عن “البام” عقب اجتماع مكتبه السياسي، تهديدا باللجوء إلى القضاء ضد “استغلال هذا الملف والركوب عليه للهجوم على صورة الحزب ومحاولة المس بقياداته”.
ذات المصادر كشفت أن نوعاً من الاحباط، كان الطاغي خلال الاجتماع، في ظل تباين وجهات النظر حول ما وقع، وهو ما دفع الحزب إلى إمساك العصا من الوسط، بتأكيده، في نص البيان، من جهة على “ثقته الكبيرة في استقلالية السلطة القضائية وحرصها على توفير كل الضمانات القانونية والقضائية لمتابعة المعنيين بالأمر وفي مقدمتها قرينة البراءة. وضمانات المحاكمة العادلة”.
ومن جهة أخرى، محاولة الدفاع عن الصورة المهزوزة للبام والتي تضررت كثيرا مما حدث،.وظهر ذلك عبر تنصيص البيان على أن ” الحزب ومناضلاته ومناضليه يتميزون بروح الوطنية العالية، أوفياء لخدمة المصلحة العليا للوطن والمواطنين من مختلف مواقع المسؤولية التي يتقلدونها داخل الحكومة والبرلمان والجماعات الترابية وغيرها”.
كما كشف الحزب دائماً في سياق الدفاع عن صورته المتضررة من قضية البعيوي والناصيري، أن “حملات التشهير المقصودة، لن تثنيه عن الجهر بقيمه الأصيلة والحداثية، وعن المضي في الدفاع عن مبادئه وقيمه، وإسهامه في تطوير الحياة السياسية العامة ببلادنا”.