24 ساعة ـ متابعة
أفادت صحيفة “فايننشال تايمز”، إن أمن الغرب يعتمد على إعادة إعمار ما دمره الزلزال، مبرزة أن المغرب جنّب الغرب أكثر من 300 محاولة إرهابية منذ هجمات 11 شتنبر .
وفي مقال كتبه ريتشارد شيريف، نائب القائد الأعلى لقوات الناتو سابقاً، أكد إن تعهد إعادة الإعمار، بعد الزلزال الذي توفي فيه حوالي 3.000 شخص. طموح وضروري. فهذا البلد، الذي يبلغ تعداد سكانه 37 مليون نسمة. ظل المقياس الرئيس للتنمية في القارة، وهو نفسه واحة استقرار.
ومع أنه لا يمكن التنبؤ بهذه الكوارث التي تحدث على قاعدة واسعة، إلا أن الطريقة الوحيدة التي يمكن عملها هي تخفيف تقدمها.
ولكن هناك كوارث في عالمنا اليوم. والتي يمكن التنبؤ بها، ولا يمكننا التظاهر بالجهل، عندما تظهر في حدودنا. فقد كشفت الحرب في أوكرانيا لأوروبا أننا لا نستطيع التواطؤ بشأن التهديدات التي تواجه أمن قارتنا. وكانت واضحة في مخاطر التردد بالإنفاق العسكري، والثقة الزائدة بأن ميزان القوة لا يمكن حرفه أبداً بالقوة.
ويعتقد الكاتب أن المغرب حليف في موقع استثنائي، وحتى قبل الكارثة الرهيبة “كان يجب علينا أن نكون أقرب”، فكحلفاء في الاستخبارات ومكافحة الإرهاب. فقد أوقف المغاربة أكثر من 300 محاولة إرهابية منذ هجمات11 شتنبر.
وفي مجال الهجرة، قاموا، وخلال الخمسة أعوام الماضية. باعتقال والكشف عن آلاف شبكات الإتجار بالبشر. ومنعوا أكثر من 300.000 مهاجر غير شرعي كانوا في طريقهم إلى القارة الأوروبية، وتم دمج حوالي 45.000 مهاجر في المجتمع المغربي. ومعظمهم من منطقة الساحل. وفوق كل هذا، فالمغرب مواجه للغرب وبلد متوسطي يحترم أهمية الإصلاحات المدنية والتنمية الاقتصادية، ولديه سجل في الترويج لكليهما في القارة.
وتوسطَ الملك محمد السادس في النزاعات بمنطقة الساحل، وتفاوضَ بشأن مئات من اتفاقيات التعاون. ونشر أكثر من 70.000 جندي مغربي ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ويعتبر المغرب ثاني أكبر مستثمر بالتنمية الاقتصادية بالقارة، وضامناً حيوياً لأمنها الغذائي.
ويعتقد الكاتب أن العمل بشكل قريب مع المغرب سيعطي الغرب فرصة للتعلم، وكثيراً عن تعقيدات المنطقة. كخطة المغرب للحكم الذاتي بالصحراء المغربية. والتي تدعمها الولايات المتحدة وبقية الحلفاء الدوليين، وكحل للنزاعات الطويلة. ويحتاج هذا لنظرة وعناية من الغرب كجزء من إستراتيجية معتبرة. وفوق كل هذا، يحتاج الغرب لأن يظهر فهمه أن مستقبل المنطقة هو مسؤولية أهلها الذين يعيشون فيها.
ويقول الكاتب إن فشل السياسة الأوروبية بمنطقة الساحل متجذر بهذه الفكرة وعدم الاعتراف بأهميتها. وهو ما جلب الغرب إلى مفصل حيوي. أي الحاجة للعمل السريع والحاسم من أجل خفض التوتر. وأي تحرك بدون دعم وقيادة من الحلفاء الإقليميين مآله الفشل.
الجواب على كل هذا هو تقبّل الدروس التي تم تعلمها من أوكرانيا، والتعامل مع الأوروبيين والأمن الدولي كصِنوين. فالغرب بحاجة لأصدقاء في أفريقيا، كحاجة الأفارقة لأوروبا.