اضطرّ القاضي بوشعيب فارح، في جلسة محاكمة الصحفي توفيق بوعشرين، اليوم الخميس، إلى التعامل بصرامة مع المحامين، خاصةً محمد زيان الذي وجه له تحذيرات مباشرة، وذلك عقُب البلبلة التي أثيرت في جلسة يوم أمس الأربعاء.
وأمر فارح كاتب الضبط بأن يسجّل ضمن المحضر أن زيان خاطب المحكمة بالقول: “اللعب تاعكم خاوي، ولا يوجد حياد”.
واحتجّ زيان على ملتمس الوكيل العام من المحكمة استعمال كافة الصلاحيات لإحضار المشتكيات الغائبات عن الجلسة، بعدما أيّد ممثل النيابة العامة جمال زنزوري طلب الطرف المدني بإحضارهن بالقوة.
وقال زيان صارخاً: “ما سمعناه خطير جدا؛ فالمحكمة العادلة مبنية على التوازن بين الطرف المدني والمشتكى به”، مضيفاً: “النيابة العامة صرحت حرفيا بأنها تلتمس إعفاء الحاضرات؛ لأنهن مطالبات بالطرف المدني، وسنستعمل صلاحياتنا ضد الغائبات، فهذا خطاب موجه إلى الغائبات، إن حضرن ونصبن كطرف مدني سيعفين من الحضور، في حين إن من غابت وغيابها مبني على كونهن لا علاقة لهن بالملف، هو خطاب موجه لتهديد المرأة التي ترفض استعمالها لتصفية حسابات سياسية مرتبطة بالفكر وحرية التعبير والصحافة”.
وتابع بلهجة تهديدية: “أناشدكم دعوة النيابة العامة إلى التراجع وسحب ما جاء على لسانها؛ فالغائبات مستعدات للكفاح على شرفهن وحريتهن، عطيونا التيقار، ما عندهم علاقة بهادشي تاعكم، وأرجوكم لا تجعلونا نصل إلى ما لا تحمد عقباه”.
من جهتها، احتجت إحدى محاميات الطرف المدني على ما صرح به زيان، متهمة إياه بـ”إرهاب المشتكيات”، ما جعل الأجواء تتوتر بينه وبين القاضي، ليضطر هذا الأخير إلى رفع الجلسة، بسبب عدم التزام محامي بوعشرين بالهدوء.
يشار إلى أن زيان هاجم كلا من رئيس المحكمة والفرقة الوطنية للشرطة القضائية والنيابة العامة، حيث اتهم هذه الأخيرة بترهيب المشتكيات والمصرّحات، قبل أن يكشف عن استعداده لرفع دعوى قضائية ضد رئاسة المحكمة، التي اتهمها بـ”عدم الحيادية”، كونها قبلت 3 مستنطقات لكل من المشتكيات صفاء زروال ووداد ملحاف وكوثر فال، دون أن يبدي بوعشرين رأيه فيها.