جددت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، باعتبارها فاعلا أساسيا في خدمة القطاع الفلاحي، التأكيد على التزامها القوي لفائدة صغار الفلاحين والعالم القروي، وذلك من خلال المساهمة في التربية المالية لصغار المنتجين الفلاحيين، خاصة النساء والشباب. فمنذ نهاية عام 2017 أطلقت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب برنامجا طموحا تتوخى منه تحقيق هدف مزدوج : تمكين السكان الأكثر هشاشة في العالم القروي من الشمول المالي وتحسين كفاءاتهم في مجال التدبير المالي.
وباعتبارها مجموعة مواطنة ومسؤولة اجتماعيا، وانطلاقا من دورها كفاعل تاريخي في العالم القروي، أطلقت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب بجهة درعة تافيلالت الدورة التكوينية الخامسة في مجال التربية المالية للفلاحين.ويستهدف البرنامج الذي أطلقته المجموعة في نهاية 2017 إلى تكوين زهاء 20 ألف فلاح صغير في أفق 2020، خاصة في المناطق النائية، وذلك بغاية تحسيس المستفيدين من البرنامج بأهمية الأرقام في تدبير الضيعات الزراعية أو ميزانية الأسر القروية، وتوعيتهم على الخصوص بالرهانات التي يطرحها ضعف أو انعدام مردودية بعض الأنشطة التي يمارسونها، فاتحا بذلك الباب أمام إمكانية إحراز تقدم ملموس على مستوى تحسين دخل وظروف عيش الساكنة المستهدفة.
وتتمحور الحصص التكوينية في إطار هذا البرنامج الشامل حول خمس وحدات دراسية :تحديد وترتيب الأولويات في المشاريع الاستثمارية (مهنية كانت أم عائلية)؛التدرب على إعداد ميزانية مبسطة وطريقة فهمها وقراءتها؛وضع الخطط التمويلية، ودراسة فرص اللجوء الذكي والمبرر للإقتراض البنكي مع تحليل المخاطر المرتبطة بتفاقم المديونية؛إزالة الغموض حول البنك والتعريف بفوائد فتح حسابات بنكية؛
التعريف بالعروض البنكية من منتجات وخدمات أساسية وأساليب الاذخار.
وبهذا الصدد تم تكوين أزيد من 100 إطار من أطر مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، وتعبئتهم خصيصا لهذا البرنامج، يدعمهم في هذه المهمة فريق للإشراف والمساندة اللوجيستيكية، ويؤطرهم خبراء من المؤسسة المغربية للتربية المالية.وإلى غاية اليوم تم إنجاز 4 عمليات تكوين كبرى لفائدة السكان القرويين، علما أن العملية الخامسة في طور الإعداد. وشملت هذه العمليات أزيد من 100 جماعة، واستفاد منها زهاء 8000فلاح صغير وأسرة قروية، خاصة من النساء والشباب.
وتجري الدورات التكوينية بطريقة تفاعلية وتشاركية، باستعمال قصص وأمثلة مستلهمة من الوسط القروي. وغالبا ما يتم إشراك المستفيدين أنفسهم في تنشيط الدورات التكوينية، وذلك بهدف استيعاب أفضل للمحتوى والرسائل الأساسية للوحدة الدراسية. وخصصت حصة 25 في المائة من الدورات بشكل حصري للنساء. من جانب آخر، جرت الدورات التكوينية في بعض الأماكن باللهجات الريفية وتاشلحيت و تمازيغت، حسب اللهجة المستعملة في تلك المنطقة، بهدف التوافق معالواقع الثقافي والاجتماعي للمستفيدين.
ويجري حاليا تنفيذ برنامج التربية المالية بجهة درعة تافيلالت، حيث همت الدورات التكوينة العديد من مناطق هذه الجهة خلال شهر أكتوبر 2018 منها ميدلت، إميلشيل، بومية، زايدة، الريش، بومالن-دادس، تينغير وقلعة مكونة. وسيتواصل البرنامج خلال شهر نونبر 2018 (من 12 إلى 29 منه) حيث ستنظم الدورات التكوينية المبرمجة خلال هذه الفترة في أقاليم الراشيدية ووارزازات وزاكورة.
وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من البرنامج جرت في المنطقة الفلاحية الغرب-الشراردة-بني حسين عند انطلاق البرنامج في 2017، حيث بلغ عدد المستهدفين حوالي 1200 شخص في مختلف المناطق على صعيد الجهة (يوقنادل، سوق الأربعاء، سيدي قاسم، مولاي بوسلهام، للا ميمونة، دار الكداري، سيدي يحيى، سيدي علال التازي، خنيشات، جرف الملحة، مشرع بلقصيري، حد كورت والقنيطرة).
أما المرحلة الثانية فجرت في جهة فاس مكناس والأطلس المتوسط، وهمت 1300 مستفيد ، وتلتها المرحلة الثالثة والتي شملت 16 منطقة في أقاليم الريف الشرقي واستفاد منها 1400 شخص (الحسيمة، إمزورن، بني بوعياش، تارجيست، إساكن، السواحل، الدريوش، ميضار، تمسمان، بني الطيب، الناظور، الرغنغن، العروي، سلوان، زايو وقرية أركمان).وأخيرا، المرحلة الرابعة التي خصصت لجهة الحوز والشاوية والرحامنة والسراغنة، واستفاد منها 2000 شخص.