إدريس العولة -وجدة
لم تقتصر مدينة وجدة، على احتضان أعضاء من جيش التحرير الوطني الجزائري، والعمل على دعمهم وتدريبهم على حمل السلاح لمواجهة الإستعمار الفرنسي، بل لعبت المدينة الألفية دورا محوريا أيضا في احتضان بعض زعماء التحرر بإفريقيا وفي مقدمتهم الرئيس السابق لجنوب إفريقيا ” نيسلسون مانديلا” الذي تعلم أولى مبادىء النضال وكذا التدريب العسكري بالمدينة قبل أن يلتحق ببلاده.
ويقول عبدالرحمان بكاوي أستاذ جامعي متخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية خلال إحدى حواراته الصحفية، أن زعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، دخل إلى مدينة وجدة خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، حيث إلتحق بأعضاء جيش التحرير الجزائري الذين كانوا يتلقون تدريبهم العسكري بإحدى الثكنات العسكرية التي لا زالت موجودة إلى حدود اللحظة بالحي الحسني بوجدة حي ” كولوش” سابقا وتسمى حاليا الفوج الأول للخيالة.
ودخل الزعيم الجنوب إفريقي ” نيلسون مانديلا” إلى مدينة وجدة بواسطة جواز سفر مغربي عبر المعبر الحدودي لمدينة مليلية، وعاش بها حوالي سنتين متنقلا بين مناطق الجهة الشرقية.
و حصل نيلسون مانديلا، على جواز سفر مغربي، شأنه شأن باقي القادة الجزائريين الذين كانوا يعيشون بمدينة الألفية، أو ما يسمى ب “مجموعة وجدة” ، حيث إلتحق للوهلة الأولى بالثكنة العسكرية المذكورة، قصد خوض تدريب على استعمال السلاح، وحرب العصابات والتجسس على العدو وغيرها من الأمور الأخرى المتعلقة بالشق العسكري.
ويضيف عبد الرحمان بكاوي، المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن الزعيم الجنوب إفريقي قد حصل على جواز سفر مغربي، بمساعدة الكولونيل” عبد الحفيظ بوصوف” مؤسس المخابرات الجزائرية، والذي تسلمها بدوره من الدكتور الخطيب الذي كان يشغل مهمة وزير الشؤون الإفريقية، بأمر من الراحل الحسن الثاني.
ومن أهم الذكريات التي بقيت راسخة في ذهن ” نيلسون مانديلا” وموشومة في ذاكرته، ولم ينساها أبدا لما كان يعيش بمدينة وجدة، حيث كان يتوجه خلال الفترة المسائية إلى قاعة رياضية عبارة عن ” ݣاراج” تعود ملكيتها ل ” محمد بوراس” لتعلم رياضة الملاكمة غير بعيد عن الثكنة العسكرية التي كان يتلقى بها تدريبه، وحصل مرة أن تعرض لضربة عنيفة أثناء الحصة التدريبية أدت إلى كسر أنفه.