24 ساعة-محمد العبدلاوي
أصدرت المحكمة الابتدائية بمراكش، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة السادس من يونيو الجاري، أحكامها في واحدة من أخطر القضايا الجنائية التي هزت المدينة الحمراء، بعدما تورط فيها أفراد من شبكات إجرامية دولية لها امتدادات في مرسيليا الفرنسية، وعناصر من جنسيات مغربية وجزائرية وفرنسية.
وقد قضت المحكمة بإصدار عقوبات في حق المتهمين، بإدانة أربعة متهمين رئيسيين بالسجن النافذ لمدة 8 سنوات لكل واحد منهم، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 20 ألف درهم، بينما قضت أيضاً بأداء غرامات ضخمة لفائدة إدارة الجمارك، إذ بلغت 500 ألف درهم في حق الجزائري (ج.ه)، و15 مليون درهم في حق المغربي (م.ر)، فضلا عن مليون درهم في حق (ص.ب)، و2 مليون درهم في حق الفرنسي الجزائري.
وشملت الأحكام مصادرة ممتلكات فاخرة ممثلة في سيارة من نوع “فيراري” وساعات ثمينة وأموال لفائدة الدولة، كما أدينت شابة مغربية بشهر حبس موقوف التنفيذ بتهمة الفساد. كما قضت المحكمة بغرامة مالية قدرها 1000 درهم لكل واحد من مسؤولي الملهى، على خلفية بيع مشروبات كحولية لمواطنين مغاربة مسلمين.
وتعود تفاصيل القضية إلى وقوع شجار دموي داخل أحد الملاهي الليلية الشهيرة بعدما تطور إلى صراع بين عناصر يشتبه في انتمائهم لمافيا “DZ”، حول النفوذ في تجارة المخدرات بين المغرب وأوروبا.
وقد تدخلت حينها مصالح الأمن الوطني بسرعة كبيرة، بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، حيث تم توقيف المتورطين الرئيسيين داخل إحدى الفيلات بطريق تحناوت وضبط سيارات فاخرة وساعات ثمينة وأموال، بالإضافة إلى توقيف مشتبه فيه آخر قرب مصحة، وشخص يحمل الجنسية الفرنسية قبض عليه بمقر ولاية الأمن، بعدما تبين أنه موضوع مذكرة بحث، حيث كشفت التحريات والتحقيقات أن الحادث لم يكن مجرد شجار عابر، بل تصفية حسابات بين عصابات منظمة.
وكانت النيابة العامة بعد عرض القضية عليها قد وجهت اتهامات خطيرة إلى الموقوفين، من بينها الاتجار الدولي في المخدرات، التهديد، الضرب والجرح العمد، الفساد الأخلاقي، وبيع الكحول للمواطنين المسلمين.