اسامة بلفقير-الرباط
بين المغرب وإسبانيا تاريخ من التعاون المثمر، مهما واجه البلدان من مطبات دبلوماسية..يصفه البعض بالجوار الحذر، لكنه يبقى في نظر عدد من المراقبين مشاكسات للجيران لا ترقى إلى مستوى “قطيعة الإخوان”..في الرباط سيجتمع رجال الأعمال، ما دام أن الاقتصاد هو الذي بات يحرك الدبلوماسية، ويدفع بها إلى الأمام، لاسيما عندما يتعلق الأمر بعلاقات مبنية على أسس صلبة وشفافة، بدل الغموض والمناورات الذي اختاره البعض..كفرنسا أنموذجا.
القمة المغربية-الإسبانية ليست مجرد حدث عابر، بل تنظر إليها كثير من الأوساط وعلى رأسها فرنسا بكثير من الريبة، لاسيما بعدما فقد هذه البلد الكثير من “نفوذه” القارة الإفريقية. هذه القمة تلتئم بهدف إعطاء دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية، إذ يراهنون على أن تفتح الباب أمام تعظيم المبادلات التجارية والتوجه نحو استثمارات في قطاعات استراتيجية.
وينتظر أن يشارك رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز بمعية اثني عشر وزيراً من حكومته في أشغال القمة المغربية الإسبانية، اليوم الأربعاء وتستمر حتى غد الخميس، وذلك بعد حوالي عام على تطبيع العلاقات بين البلدين.
وتعتبر اللجنة العليا المغربية – الإسبانية المشتركة من بين الآليات التي تضمّنتها اتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين قبل 32 عاماً، إذ كان يفترض أن تُعقد كل عام بالتناوب بين الرباط ومدريد، غير أن ذلك الموعد كان يؤجل في عدة مناسبات بسبب أجندات داخلية أو أزمات لا تساعد على التئام اللجنة.
وينتظر أن يفضي انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين المغرب وإسبانيا، التي لم تلتئم منذ 2015، والتي تندرج ضمن خريطة الطريق التي اتفق عليها في العام الماضي إلى الوصول لاتفاقيات في عدة مجالات، حيث سيكون الاقتصاد في قلبها، ما سيوضح الرؤية لرجال الأعمال.