24ساعة-متابعة
قال المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، إن ذكرى جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية، وذكرى معركة الدشيرة، تعتبران محطتين بارزتين في سجل التاريخ الوطني الزاخر بالأمجاد وروائع الكفاح الوطني.
وأبرز الكثيري، خلال المهرجان الخطابي الذي نظمته المندوبية السامية أمس الأربعاء بالسمارة، أن هذين الحدثين “جسدا معا النضال المستميت الذي خاض غماره العرش العلوي المنيف والشعب المغربي الأبي بالتحام وثيق وترابط متين من أجل استكمال حلقات مسلسل الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية”.
وذكر بأن سجل تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة “يتضمن صفحات مشرقة عديدة وأياما خالدة مشهودة زاخرة بالقيم والمعاني والعبر التي يجدر بالناشئة والأجيال الحاضرة والصاعدة الاغتراف من معينها، لما ترمز إليه من دلالات عميقة تجسد انتصار إرادة العرش والشعب والتحامهما الوثيق دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية”.
وأضاف المندوب السامي أن “سجل الكفاح الوطني يحتفظ للأقاليم الصحراوية المغربية على وجه عام ولحاضرة السمارة العريقة على وجه خاص بمعالم ومنارات وضاءة وصفحات مشعة في كتب التاريخ الشاهدة على قوة الصمود والاستماتة التي أبان عنها أبناء هذه الربوع الأبية، حينما هبوا فرادى وجماعات لمواجهة وصد أولى محاولات التغلغل الاستعماري في السواحل المغربية”.
وذكر في هذا الصدد، بأنه “منذ ذلك الحين، اصطف أبطال ومجاهدو الأقاليم الجنوبية خلف الشيخ ماء العينين الذي أسس رباطا للجهاد والمقاومة بحاضرة السمارة الشامخة لمواجهة المد الاستعماري الغاشم المتربص بأرض المغرب”.
واستحضر بالمناسبة “تفاعل أبناء هذه الربوع الأبية من آل الشيخ ماء العينين والركيبات والعروسيين وآيت يوسى وغيرهم من أحرار المنطقة مع جل الملاحم البطولية والانتفاضات الش عبية التي قادتها الحركة الوطنية منذ مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، والانتفاضات العارمة والمظاهرات الحاشدة والعمليات الفدائية التي اجتاحت سائر ربوع الوطن بعد إقدام سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية بالمغرب على نفي رمز الأمة والسيادة الوطنية جلالة المغفور له سيدي محمد بن يوسف وإبعاده عن عرشه وشعبه ووطنه في 20 غشت 1953م”.
وتكللت هذه الملاحم البطولية، يضيف الكثيري، “بتحرير باقي الأجزاء المغتصبة من الصحراء المغربية بفضل التحام العرش والشعب وحنكة وحكمة مبدع المسيرة الخضراء المظفرة جلالة المغفور له الحسن الثاني رضوان الله عليه، تلكم المسيرة الغراء التي مثلت نهجا حكيما وأسلوبا فريدا في النضال السلمي لاسترجاع الحق المسلوب، وحققت المنشود منها بجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية في 28 فبراير 1976م ثم التحاق إقليم وادي الذهب بحاضرة الوطن في 14 غشت 1979م”.
وأكد المندوب السامي أن تخليد الذكرى 47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية المسترجعة، يشكل وقفة للتأمل والتدبر وفسحة لتنوير أذهان الناشئة والأجيال الجديدة بما تطفح به من دروس بليغة وعبر ثمينة تدعو للتحلي بقيم المواطنة الإيجابية وشمائل الوطنية الصادقة.
وجدد في هذا السياق، موقف أسرة المقاومة وجيش التحرير الثابت من المخطط المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية في ظل السيادة الوطنية “وهو المقترح الحكيم والوجيه والواقعي الذي يحظى بدعم واسع من المنتظم الأممي، وينسجم مع القانون الدولي وميثاق منظمة الأمم المتحدة”.
وثمن الكثيري بالمناسبة، مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذي حمل إشارات قوية ورسائل بليغة حول قضية الوحدة الترابية للمملكة.
وعرف هذا المهرجان الخطابي تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير اعترافا بمناقبهم الجليلة وأعمالهم الحميدة ، وتوزيع 71 إعانة بغلاف مالي إجمالي قدره 197 ألف و 997 درهم، لفائدة عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم بهذه المناسبة الغالية، عرفانا بما أسدوه خدمة للوطن.