24 ساعة-وكالات
رفضت روسيا، يوم الجمعة 30 ماي الجاري، مبادرة تركية تقترح عقد قمة تضم الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وربط الكرملين تنظيم هذا اللقاء بتحقيق نتائج ملموسة في المفاوضات مع كييف.
ودعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وخلال زيارته إلى العاصمة الأوكرانية، إلى استضافة بلاده لقاء رفيع المستوى بمشاركة القادة الثلاثة. كما أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بوتين يدعم الحوار على أعلى مستوى بشرط تقدم ملموس في المحادثات الروسية الأوكرانية.
موسكو تعرض استئناف المفاوضات في إسطنبول وأوكرانيا تنتظر
عرضت موسكو على كييف استئناف المفاوضات يوم الإثنين المقبل في إسطنبول، عقب لقاء أول انعقد في 16 ماي دون نتائج تذكر. وشدد بيسكوف أن وفدا روسيا سيكون جاهزا لهذه الجولة، فيما لم تؤكد أوكرانيا مشاركتها رسميا حتى الآن.
وطالبت كييف موسكو بمذكرة توضح شروطها لتحقيق السلام، لكن بيسكوف رفض الكشف عنها مسبقا، مشيرا إلى مناقشتها مباشرة خلال الاجتماع. كما اعتبر نائب وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا أن تسلم الوثيقة ضروري لضمان لقاء مثمر.
أشار فيدان إلى أن الطرفين عبرا عن رغبتهما في وقف إطلاق النار، حيث التقى المسؤول التركي الرئيس الروسي، على أن يلتقي زيلينسكي لاحقا. وتواصل أنقرة الحفاظ على علاقات متوازنة مع الطرفين منذ بداية الحرب في 2022.
ترامب يدعو لتهدئة غير مشروطة وموسكو ترفض
حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هدنة غير مشروطة، وهو موقف تسانده كييف ودول أوروبية، بينما ترفضه موسكو، معتبرة أن ذلك سيمنح الجيش الأوكراني فرصة لإعادة ترتيب صفوفه. كما عبر عن استيائه من بوتين، متهما إياه باللعب بالنار، ووجه انتقادات لزيلينسكي.
بدوره، صرح بوتين على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يرتكز على الأسباب الجذرية للنزاع، ومنها منع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو، والتنازل عن خمس مناطق تطالب موسكو بضمها. وتصف كييف هذه المطالب بأنها غير مقبولة، مشيرة إلى أن موسكو لا تريد سلاما فعليا.
وفي إطار العمليات العسكرية المستمرة، أعلنت روسيا السيطرة على قريتين جديدتين في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، وسط استمرار المعارك.
أما في الأمم المتحدة، فقد هددت واشنطن على لسان نائب سفيرها بالانسحاب من جهود الوساطة إذا واصلت موسكو حربها الكارثية. ومن سنغافورة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اتخاذ موقف حازم من روسيا، معتبرا أن فرض العقوبات سيكون اختبارا لمصداقية الغرب.
ويذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية تدخل عامها الثالث وسط معارك مستمرة على الأرض وتصاعد في حدة التوترات السياسية والدبلوماسية، فيما تبقى جهود السلام معطلة وسط مواقف متباينة من الأطراف المعنية.