الدار البيضاء-أسماء خيندوف
ينظم مكتب اللجنة الاقتصادية لإفريقيا “CEA” في منطقة شمال إفريقيا يوم الاثنين 25 نونبر 2024 بالرباط ندوة عبر الإنترنت تحت عنوان “تحديات وتأثير التغير المناخي على التوظيف في شمال إفريقيا” حسب بلاغ نشرته اللجنة على موقعها الإلكتروني.
و يتوقع أن يكون هذا الحدث مبادرة هامة لمناقشة تأثير التغير المناخي على الاقتصاد وسوق العمل في شمال أفريقيا، وهي منطقة تتأثر بشكل كبير بالظواهر المناخية المتطرفة. كما ستتناول الندوة تحديات صناع القرار والجهات الفاعلة الاقتصادية في إطار الانتقال نحو اقتصاد مستدام.
وفي هذا الإطار فإن دول شمال إفريقيا تواجه تحديين رئيسيين، تغير المناخ وقلة فرص الشغل نتيجة النمو الديموغرافي السريع الذي تشهده المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يعاني سوق الشغل في هذه الدول من ضعف مرونتها مقارنة بنمو الناتج المحلي الإجمالي، مما يؤدي إلى نقص في توفير الوظائف اللازمة لتلبية احتياجات الشباب المتزايد عددهم باستمرار.
و في الوقت الذي تعاني فيه الدول النامية بشكل عام من البطالة، تواجه دول شمال إفريقيا تحديا مزدوجا يتمثل في البطالة وانتشار العمل غير الرسمي. ويتركز هذا التحدي بشكل خاص بين فئات معينة من السكان، مثل الشباب الحاصلين على الشهادات العليا والنساء، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
كما تشهد معدلات المشاركة في سوق العمل تراجعا ملحوظا، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء 23% فقط، مقارنة بـ45% في الدول ذات الدخل المتوسط، في حين بلغت نسبة مشاركة الشباب 19.4% مقابل 38.2% خلال سنة 2022. علاوة على ذلك، سجل العمل غير الرسمي انتشارا واسعا في سنة 2019، مما أدى إلى وضع جزء كبير من السكان في ظروف اجتماعية هشة.
وتعد خصائص سوق العمل في شمال إفريقيا غير ملائمة لمواجهة التغير المناخي السريع، حيث تؤثر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، وارتفاع درجات الحرارة، وتفاقم نقص المياه بشكل كبير على القطاعات الحيوية كالفلاحة والسياحة. وتعتبر هذه القطاعات من الركائز الأساسية، إذ توظف شريحة كبيرة من القوى العاملة وتساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي. إلا أن تعرضها المتزايد للظروف المناخية الصعبة يجعل نموذج التنمية في المنطقة أقل استدامة على المدى الطويل.
وفي الوقت الحالي، رغم أن مشاريع الطاقة الشمسية والرياح قد تخلق آلاف الوظائف في شمال إفريقيا، إلا أن هذا التأثير الإيجابي يواجه خطر التلاشي بسبب فقدان الوظائف بشكل عام نتيجة التغير المناخي في العديد من القطاعات.