الرباط-عماد مجدوبي
سقط اليهودي المغربي جوناثان هاروش، صاحب سلسلة نوادي “سيتي كلوب” الشهيرة، في قبضة العدالة، أمس السبت، بعد أن طالته تهم ثقيلة تتعلق بإصدار شيكات بدون رصيد، والاتجار بالبشر، وترويج المخدرات. هذا السقوط المدوي يكشف عن وجه آخر لهذا الرجل الذي كان يتمتع بنفوذ واسع وسمعة مشكوك فيها.
وفي خطوة تؤكد استقلالية القضاء المغربي وعدالة الإجراءات المتخذة، رفض اللوبي اليهودي بالدار البيضاء، أي تدخل في ملف هاروش، مؤكدا أنه لن تتدخل في قضايا تتعلق بتهم جنائية. هذا الرفض القاطع يضع حدا للشائعات حول وجود أي امتيازات قد يحظى بها هاروش بفضل انتمائه الديني.
فضيحة هاروش تتجاوز حدود القضايا المالية والجنائية، لتكشف عن جوانب مظلمة من عالم الأعمال في المغرب، حيث الانتهازية والاستغلال قد يصلان إلى حد الاتجار بالبشر. شهادة إحدى المستخدمات التي كشفت عن معاملته المهينة والمستغلة، تؤكد أن هاروش كان يبني إمبراطوريته على حساب معاناة الآخرين.
سقوط هاروش يعتبر دليلا قاطعا على أن لا أحد فوق القانون، وأن العدالة ستطال الجميع مهما كانت مكانتهم أو علاقاتهم. كما يكشف عن هشاشة الأبنية التي يشيدها بعض الأشخاص على أسس غير متينة، مستغلين نفوذهم ومالهم للتغطية على أفعالهم المشينة.
تعتبر هذه القضية رسالة واضحة للمجتمع المغربي بأكمله، مفادها أن مكافحة الفساد والظواهر الإجرامية هي مسؤولية الجميع، وأن القانون سيطبق على الجميع على حد سواء. كما تدعو إلى ضرورة تضافر الجهود لمكافحة هذه الآفات التي تهدد استقرار المجتمع وتنميته.