ثمن رئيس مجلس النواب السيد الحبيب المالكي موقف ألمانيا من قضية الصحراء المغربية الذي يعتمد الشرعية الدولية ويعتبر بأن حلها لا يمكن أن يتم الا من خلال الحوار بين جميع الاطراف.
وأضاف السيد المالكي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء في أعقاب مباحثاته أمس الاثنين مع رئيس البرلمان الالماني (البونداستاغ) فولغانغ شاوبله في إطار زيارة عمل لألمانيا، أن شاوبله أكد أن بلاده التي ستترأس مجلس الأمن شهر أبريل المقبل، ستتابع باهتمام كبير كل ما يمكن أن يساعد على تسوية سياسية متوافق عليها للنزاع المفتعل.
وبعد أن ذكر بالوزن السياسي والاقتصادي الهام الذي تحظى به ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي، وبأن المغرب يمر الان بمرحلة جديدة من علاقاته مع الاتحاد على ضوء تجديد اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري، أشار السيد المالكي الى أن المسؤول الالماني أعرب عن دعمه لتجديد الاتفاقيتين وأنه يتعين الأخذ بعين الاعتبار المطالب المغربية في هذا المجال.
وقال السيد المالكي أنه التمس من رئيس المجلس الالماني تعبئة النواب الاوروبيين الالمان لمواصلة دعمهم لهذا الملف خاصة أنه نظمت زيارة من طرف وفد من البرلمان الاوروبي للاقاليم الجنوبية وعاين أن السكان يستفيدون من خيرات منطقتهم وأن الواقع مختلف تماما عما يدعيه خصوم الوحدة الترابية.
وأكد رئيس مجلس النواب أنه شدد خلال هذا اللقاء، الذي حضره القائم بالأعمال بسفارة المغرب في برلين، السيد خالد الحسايني، على جودة العلاقات بين البلدين خاصة أن هناك قواسم مشتركة على رأسها كل ما له علاقة بإشكالية الهجرة، مبرزا أن هناك أوجه تشابه بين التجربة المغربية والالمانية على مستوى الانفتاح وتدبير هذه الاشكالية من منظور إنساني تضامني مهما كانت الكلفة السياسية والاجتماعية بالرغم من خصوصية كل تجربة.
وتابع أنه خلال هذه المباحثات، تم تسليط الضوء على جهود المغرب في مجال الهجرة والتي تهم على الخصوص تسوية الوضعية القانونية لما يناهز 50 الف مهاجر افريقي ، مؤكدا على ضرورة التعاون والتفاهم بين المغرب وأوربا في اطار احترام السيادة الوطنية لكل بلد من البلدان ، مع الاخذ بعين الاعتبار حجم هذه الظاهرة التي أصبحت بالنسبة لبعض الدول الاوروبية معضلة داخلية لها تأثير على السياسية الداخلية للبلدان المعنية.
ومن جهة أخرى، ذكر المالكي بأن المغرب وألمانيا يترأسان لجنة خاصة بالهجرة والتنمية تحت رعاية الامم المتحدة وبأن مدينة مراكش ستحتضن منتدى امميا حول الهجرة في بداية دجنبر المقبل، مشيرا الى أن البرلمان المغربي بصدد التحضير للقاء دولي حول الهجرة بتنسيق مع الاتحاد البرلماني الدولي في الاسبوع الاول من شهر دجنبر، وانه تقدم بدعوة لرئيس البوندستاغ للمشاركة في هذه التظاهرة نظرا لتجربة بلاده في هذا المجال.
وعلى صعيد آخر، أشار السيد المالكي إلى أن المباحثات شكلت فرصة لإبراز جهود المغرب من أجل الحفاظ على البيئة حيث أصبح المغرب رائدا في هذا المجال، وذلك في سياق قمة المناخ (كوب 22) التي انعقدت بمراكش، مبرزا اعتماد المغرب على الطاقات النظيفة من خلال ورش كبير منفتح على المستقبل.
ولفت إلى أن سياسة المغرب الجديدة في الاعتماد على الطاقات النظيفة خاصة الطاقة الشمسية ستساعد على تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي ولو بطريقة تدريجية، مضيفا أن المغرب عاقد العزم على جعل هذا الملف من ركائز سياسته الديبلوماسية لاعتباره أن مستقبل الكرة الارضية هو مشكل يهم الجميع.
وتم التأكيد خلال هذه المباحثات ، يضيف السيد المالكي على ان الاهتمام بافريقيا لا يجب ان يكون اهتماما من منظور آني سجين اشكالية الهجرة بل يجب ان يكون اهتماما استراتيجيا متجها نحو معالجة جذور هذه الظاهرة لا نتائجها، معتبرا ان مبادرة المانيا في اطار مجموعة العشرين مفيدة جدا من خلال فكرة وضع مخطط مارشال خاص بافريقيا في ضوء تحضير المانيا للقاء اوروبي افريقي يهم الاستثمار بالقارة الافريقية.
وتابع أنه تم التذكير بتجربة المغرب المتعلقة بالتعاون جنوب وجنوب وجهوده في كل المجالات سواء المتعلقة بالبنيات التحتية او التكوين المهني او الخدمات البنكية والتأمين وكل ما يمكن ان يساعد على توفير كل الشروط بالنسبة للاكتفاء الذاتي في مجال التغذية بالقارة الافريقية.
وشدد على أن التعاون الثلاثي الاطراف بين المغرب والمانيا وافريقيا بإمكانه أن يساعد على إنجاز مخطط مارشال المتجه نحو تعزيز وتشجيع الاستثمار بالقارة الافريقية .
وسجل السيد المالكي أن زيارته لبرلين تزامنت مع تخليد المانيا لذكرى إعادة توحيد شطري ألمانيا وهي مناسبة، يقول رئيس مجلس النواب، لتذكير محاوره الالماني بأن هذه الوحدة شكلت عنصر استقرار وتنمية وأمن بالنسبة لاوروبا برمتها.