24 ساعة- متابعة
أطفأت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال السنة الجارية، شمعتها الـ 17، وهي مشروع ملكي رصدت له ميزانية كبيرة تقدر بالملايير، من أجل خلق فرص الشغل وتحقيق الإدماج الاقتصادي وخلق آلاف مناصب الشغل.
وشكل الاحتفال بذكرى عيد الشباب، الذي يصادف 21 غشت من كل سنة، مناسبة لاستحضار حصيلة مثل هذه المبادرات المليكة، والتفكير في الإجراءات القادرة على تسريع وتيرة مشاركة الشباب في عملية التنمية.
وترمز الذكرى كذلك إلى النهوض الاجتماعي المتواصل والتجديد المستمر الذي شهدته المملكة المغربية، مما يزيد في تكريس الأمن والرخاء والازدهار والنماء للشعب الذي يصبو إلى تحقيق طموحاته وبلوغ أمانيه.
وفي هذا الإطار تضطلع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تم الاحتفال هذه السنة بالذكرى ل 17 لإعطاء انطلاقتها من طرف الملك محمد السادس، من خلال البرامج الأربعة لمرحلتها الثالثة بدور حاسم في النهوض بالعنصر البشري، من خلال إعادة توجيه برامجها للتركيز على الأجيال الصاعدة وتحسين الإدماج الاقتصادي للشباب.
وقد كان خطاب محمد السادس، بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لعيد العرش، بمثابة إيذان بانطلاق هذه المرحلة الثالثة، حيث أكد الملك أن ”… الشأن الإجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغين، كملك وكإنسان… فإني أؤكد على التركيز على المبادرات المستعجلة في المجالات التالية… إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتعزيز مكاسبها، وإعادة توجيه برامجها للنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية صعبة، وإطلاق جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل ولفرص الشغل”.
وهكذا، وبمختلف جهات المملكة، وضمن أربعة مجالات محددة، تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تفعيل تصور هذه المرحلة الثالثة، التي خصصت لها، على مدى خمس سنوات، 18 مليار درهم.
وشملت هذه المجالات كلا من تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية الاجتماعية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، ثم الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.
وفي أبريل الماضي، شكل اجتماع عقدته لجنة القيادة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي صادف حلول منتصف مرحلتها الثالثة، مناسبة للوقوف على حصيلة تنزيل مشاريعها، ومناقشة أولوياتها وكذا استشراف تحدياتها المستقبلية، فضلا عن تعزيز الالتقائية بين كافة المتدخلين.
وبهذه المناسبة، تم تسليط الضوء على الدينامية التنموية الجديدة التي أحدثتها هذه المرحلة الثالثة، لتضيف بذلك لبنة جديدة تعزز مكتسبات المرحلتين السابقتين، وتواصل حمل مشعل تطوير مؤشرات التنمية البشرية والمجالية.
ويهم البرنامج الأول ضمن هذه المرحلة، والهادف إلى تقليص التفاوتات المتبقية على المستويين الاجتماعي والمجالي، تدارك الخصاص في البنيات التحتية الأساسية، من خلال مواصلة محاربة التفاوتات الاجتماعية والمجالية.