أكد مصدر مقرب من حزب الأصالة والمعاصرة، أن إلياس العماري الأمين العام المستقيل من قيادة البام، يسعى لبسط سيطرته على أشغال ”برلمان الحزب“، المقرر عقده يومه الأحد 22 أكتوبر بالصخيرات، وذلك من خلال تجييش أنصارهورفع شعارات مؤيدة لبقائه على رأس الحزب.
وقالت مصادر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية،أن سهيلة الريكي وبيوي والعربي المحرشي يجندون عددا من الشباب وكذا المناصرين لتيار سهيلة الريكي المحسوبة على قيادات داخل حزب “الجرار”، وذلك لرفع شعارات مؤيدة لإلياس العماري ووصفه بـ”الزعيم الكبير”..”يا الياس يا رفيق مازلنا على الطريق”.
وأوضح ذات المصدر أن برلمان البام، يسير في اتجاه تأجيل الحسم في استقالة الياس العماري إلى غاية يناير المقبل، دون ان يقدم أي توضيحات حول تقديمه استقالته والتراجع عنها.
وفي المقابل، شدد مصدر قيادي في حديثه لـ “24 ساعة”، أن سهيلة الريكي ضربت طوقا على مجموعة من الصحفيين، ومنعت عددا كبيرا من موفدي مجموعة من المؤسسات الإعلامية، من حضور وتغطية فعاليات المجلس الوطني للجرار، في المقابل رحبت بالصحفيين والمنابر الإعلامية المحسوبة على عراب “البام” الياس العماري.
وكان المكتب السياسي لحزب الأصالة و المعاصرة ، قد قرر بعد انتهاء اجتماعه الأخير، أن يكون تاريخ البث في استقالة أمينه العام إلياس العماري ، هو يوم 27 أكتوبر الجاري .
وحدد المكتب السياسي في الاجتماع ذاته، يوم 21 أكتوبر الجاري موعدا لعقد الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب، الذي يعد بمثابة برلمان الحزب، و ذلك استجابة لطلب رئاسة المجلس الوطني .
و من المنتظر أن يناقش المجلس الوطني القادم تقارير اللجان الوظيفية ، و تقرير المكتب السياسي ، و كذلك الحديث عن بعض التعديلات التي سيتم إدخالها على النظام الداخلي للحزب .
يشار إلى أنه مباشرة بعد أن غادر العماري منصب الأمانة العامة، دخل الحزب في سياق مشحون، وراجت أخبار عن صراعات خفية بين إلياس والمنصوري رئيسة المجلس الوطني للبام، واستمرت الأجواء المشحونة بين قيادات البام ، حيث وصلت إلى تداعيات تبادل الاتهامات بين مجموعة من القياديين حول الاغتناء الفاحش من خلال فرض ما أطلق عليه ” إتاوات كاش” على أغنياء ورجال ونساء المال والأعمال لدعم العاملين والمثقفين نشطاء الحزب.
وارتفعت حدة الاحتقان السياسي داخل ” البام”، قبل حلول موعد انعقاد المجلس الوطني للحزب المقرر عقده الأحد 22 أكتوبر الجاري بإقليم الصخيرات، بتوجيه انتقادات لاذعة إلى المنصوري، بأنها حسمت في جدول أعمال الدورة، بقبول استقالة إلياس العماري، من منصب الأمين العام، حتى قبل مناقشتها والبت فيها من قبل أعضاء المجلس .
وجراء حدة الانتقادات، تراجعت المنصوري عن قرارها، وعقدت لقاء سكرتارية المجلس الوطني، الأربعاء الماضي وأصدرت بلاغا لاستدراك أمر توزيع جدول الأعمال والوثائق المرفقة به قبل 15 يوما عن موعد انعقاد المجلس الوطني، تطبيقا للفصل 47 من النظام الداخلي، وأكدت فيه أنه ” وفقا لمقتضيات القانون الأساسي والنظام الداخلي. سيتم في بداية الدورة، تناول جدول الأعمال هذا، من قبل أعضاء المجلس الوطني، قصد المصادقة عليه أو تعديله، قبل الخوض في كل نقطة من نقاطه، كما دأب المجلس الوطني على فعل ذلك في كل دوراته السابقة”، وبذلك تفادت المنصوري التهجم عليها بأنها حسمت من تلقاء ذاتها في استقالة العماري، إذ سيلتمس المجلس الوطني مناقشة هذه النقطة والبت فيها بقبولها أو رفضها عبر آلية التصويت، وهو ما سبق وأن أكد عليه المكتب السياسي في بلاغ صدر عنه في وقت سابق.
وفي انتظار جولة الحسم في خلافة العماري، والصراع المحتدم بين أكثر من قيادي لتحقيق ذلك، بينهم عبد اللطيف وهبي، وحكيم بنشماش، وحسن بنعدي، والحبيب بلكوش، والمنصوري، ومليودة حازب، انتفض يساريو ” البام” القدامي للدفاع عن أحقية العماري في استئناف عمله، أمينا عاما، بينهم سمير أبو القاسم، ومصطفى المريزق لدرجة تشبه ما كان يعتمل في الساحة الحزبية والنقابية، حينما يعلن الزعيم الحزبي أنه استقال كي يستريح، فتنهض القاعة تهتف بشعار” موت موت يا العدو العماري عندو شعبو”، ويذرف المناضلون الدموع، وتسقط النساء أرضا، ويقرر الأمين العام في الأخير التراجع عن استقالته، “لأنه أب للجميع لا يمكنه أن يترك القياديين والمناضلين يتامي” ، كل ذلك يبقى كقراءات تحليلية لمعطيات سبقت يوم الحسم بالمجلس الوطني.