أسامة بلفقير-الرباط
في 8 أكتوبر 2021، أي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية، دعا الملك محمد السادس. الى ضرورة إحداث منظومة وطنية متكاملة تتعلق بالمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية، لاسيما الغذائية والصحية والطاقية. والعمل على التحيين المتسمر للحاجيات الوطنية بما يعزز الأمن الاستراتيجي للبلاد.
وأكد الملك، في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية الحادية عشرة، أن “الأزمة الوبائية .أبانت عن عودة قضايا السيادة إلى الواجهة والتسابق من أجل تحصينها بمختلف أبعادها .الصحية والطاقية والصناعية والغذائية وغيرها”.
هذه الدعوة الملكية أعقبتها تصريحات مختلفة لأعضاء الحكومة، على أساس أن هناك التزام بتنفيذ هذه التوجيهات الملكية. لكن
الذي وقع مع مرور الأيام، هو أن الحكومة تناست هذه التوجيهات وأصبحنا اليوم نواجه أزمة تلو الأخرى. بسبب غياب المخزون الاستراتيجي في مختلف المجالات.
على سبيل الذكر، ما يجري اليوم في قطاع اللحوم في فضيحة بكل المقاييس. فكيف يعقل أن نلجأ اليوم إلى استيراد العجول من البرازيل وغيرها، بينما أنفقنا مليارات الدراهم على برامج مخطط المغرب الأخضر. التي استهدفت تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم بالمغرب؟ وكيف لم نستطع، على مدار سنوات طويلة. أن نتوفر على رؤية لتوفير مخزون استراتيجي من اللحوم بدل أن نسارع اليوم إلى الاستيراد؟
نفس الأمر يطرح بقوة بالنسبة للخضر، لأن المشكل لا يرتبط فقط بالتصدير. ما نعيشه اليوم هو أزمة تضرب مختلف أن الخضر التي ارتفع سعرها بشكل قياسي، ونحن نعرف أن عددا من كبار الفلاحين. يتوفرون على مواقع تبريد عملاقة لتخزين الخضر..فما الذي منع الحكومة من التوفر على مخطط للتخزين تمكن فيه البلاد من مواجهة التقلبات المناخية؟
وإذا ذهبنا إلى مجال الأدوية، أليس من العيب أن نعيش في كل مرة انقطاع أدوية حيوية لمرضى يعانون من أمراض مزمنة، بينما يفترض أن نتوفر على آليات واضحة للمخزون الاستراتيجي، في قطاع لا يحتمل أن تنقطع فيه الأدوية لدقيقة واحدة، فالأحرى لأسابيع.
مشكلة هذه الحكومة أنه سقطت في فخ سابقاتها. فإذا كان الملك قد وضع أمامها رؤية متكاملة للمخزون الاستراتيجي تحتاج فقط لمن ينخرط فيها بكل جدية ومسؤولية من أجل تنفيذ برامج عملية، فإننا اليوم أمام الحكومة فشلت في التجاوب مع التوجهات الملكية، لنجد أنفسنا اليوم أمام مشاكل لا تنتهي في توفير مختلف المواد الغذائية.