ساعة 24- متابعة
نظم المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، امس بالرباط، ورشة حول رؤية المغرب الاقتصادية المنفتحة على الدول الإفريقية في ظل عودته إلى الإتحاد الإفريقي.
وعرف اللقاء حضور العديد من الخبراء والباحثين المهتمين بالشأن الاقتصادي على المستوى الافريقي
خبير الاقتصاد السياسي المصري الدكتور محمد الألفي قال خلال هذه الندوة ان آفاق هذه الرؤية المغربية تحمل عدة توجهات، لكن يبقى الشق الاقتصادي رئيسيا في دعم وتكريس العلاقات الإفريقية، إذ يقدم المغرب نفسه كشريك وليس مستغل، وكلاعب إقليمي داخل قطب مستقبلي في القارة الإفريقية، له القدرة على فرض وجوده في الساحة الدولية، مشيرا إلى أن المغرب قادر على تحقيق هذه النتيجة بالتكوين لعدد من الأطر القادرة على استقبال الرؤية المغربيه من داخل المؤسسات، سواء الحكومة أو القطاع الخاص.
وأكد الألفي على أن المغرب تقع عليه مسؤوليات يتحمل تبعاتها الإقتصادية مثل اعتماده سياسة هجرة تنبني على الإندماج الإجتماعي للمهاجرين الأفارقة.
ومن جهته، أوضح الخبير الاقتصادي المغربي في الشؤون الإفريقية عثمان كير، في مداخلته أن الرؤية المغربيه للإندماج الإفريقي ترتكز حول الأبعاد الجيوستراتيجية، على اعتبار أان إفريقيا تحتل موقعا مركزيا لا ينحصر في الجوانب السياسية، بل هو موقع اقتصادي بامتياز وعامل تفاعل أساسي بين القوى الصاعدة داخل إفريقيا.
واستعرض عثمان كير في هذا الشأن بعض الاعتبارات التي شكلت دافعا للمغرب لاهتمامه بإفريقيا، أهمها آفول مجموعة من الفضاءات الإقتصاديه على المستوى العالمي، والبحث عن أسواق جديدة تبرز قدرات إفريقيا الإنتاجية التي يشكل المغرب عبرها معادلة أساسيه لولوج سوق كبرى من مليار مستهلك.
وطرح المتدخلون في هذه الورشة، التي أدارها عبد الرحيم منار السليمي، رئيس المركزالمغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، رهان المغرب لتجاوز المواقف العدائية، التي تكنها له بعض دول الإتحاد الإفريقي، دون أن تكون لها المنهجية السليمة لتدبير شراكات انتاجية تقوم على تنمية الإقتصاد وتطوير العلاقات بين الدول الإفريقية، بقدر ما ظلت منهجية ريعية ترتكز على شراء المواقف.
هذا اللقاء يعتبر الثاني من نوعه في سلسله المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات حول موضوع “المغرب وسؤال الاقتصاد في افريقيا: الفرص والإكراهات”، عرف تقديم ومناقشة كتاب “إفريقيا بين الإستثمارات المغربية والأوهام الجزائرية لمؤلفه الكاتب والصحفي المصري ممدوح شحاته.
الاصدار الفكري “إفريقيا بين الاستثمارات المغربية والأوهام الجزائرية”، قدم فيه الكاتب المصري مجهودات المملكة في خلق تنمية مستديمة في القارة، وطموحاتها في أن تستغل ثروات إفريقيا من قبل شعوبها، وطرح فيه المناورات السياسية للجارة الجزائر ضد المغرب في دفاعه عن قضيته الوطنية المشروعة.
الكتاب يشير، أيضا، إلى الاستثمارات الكبرى التي قام بها المغرب في القارة، والتبادل التجاري بين عدد من دولها، في إرادة حاسمة تتوق لتأسيس قطب اقتصادي موحد.
كما اثار صاحب الكتاب إثارة الدور الريادي للمغرب في مكافحة الإرهاب حتى أصبح نموذجا يحتدى به في هذا المجال. إذن، كل هذه المجهودات لم يكن من الممكن لي، كمهتم وإعلامي، إغفالها والمرور عليها دون أن أصيغها في مرجع يوثق لها.
الكاتب اعتبر ان لاتحاد الإفريقي يعي جيدا المكسب الذي يحصل عليه من هذا الانضمام، لأن للمغرب جذره التاريخية في هذه القارة، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي لا يمكنه إلا أن يكون في صالح الاتحاد. وبالتالي يعتقد الكاتب أن الأعضاء الذين ما زالوا يرفضون هذا الانضمام ما عليهم إلا الرضوخ إلى الأمر الواقع، والعمل على لم الصدع بدل المزيد من التفرقة. إفريقيا اليوم أمام تحديات التكثلات الاقتصادية الموحدة عبر العالم، لا يمكن مواجهتها إلا عبر تشكيل قوة إفريقية موحدة.