شرع المستشفى المدني المتنقل والمتعدد التخصصات بدائرة إملشيل التابعة لإقليم ميدلت، أول أمس الإثنين، في تقديم خدماته لساكنة المناطق المتضررة بفعل موجات البرد والتساقطات الثلجية.
وأوضح بلاغ لوزارة الصحة، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، اليوم الأربعاء، أن إقامة هذا المستشفى تندرج في إطار التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي “تتغيا توفير الرعاية اللازمة لساكنة المناطق المتضررة بفعل موجات البرد والتساقطات الثلجية، وكذا في سياق العناية التي يوليها جلالته لساكنة هذه المناطق”.
وأضاف البلاغ أن الوزارة تسعى، من خلال هذا المستشفى، لضمان استمرارية الخدمات الصحية لفائدة ساكنة هذه المناطق، وكذا لتنزيل أحد محاور الدعامة الأولى من مخطط الصحة 2025، لاسيما المحور الثالث المتعلق بتعزيز دور مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، وشبكة المؤسسات الطبية الاجتماعية، وتطوير الصحة المتنقلة، خاصة بالعالم القروي والمناطق المعزولة، إضافة إلى تحقيق تكافؤ وتوازن ترابي يهم الخدمات الصحية.
ويروم هذا المستشفى المتخصص، الذي يحتوي على 30 سريرا وأجهزة بيو-طبية وتقنية حديثة، ويتكون من مجموعة خيام ومركبات مكيفة، إضافة إلى معدات طبية تتميز بسهولة نقلها، توفير الخدمات الصحية والخدمات الاستشفائية للقرب فيما يخص التخصصات الطبية والجراحية التي يصعب الوصول إليها لساكنة المناطق القروية والنائية.
ويوفر المستشفى المتنقل، الذي ينتظر أن يتوافد عليه يوميا حوالي 400 مريض، خدمات صحية تتمثل في الخدمات الطبية الاستعجالية والعناية المركزة، والاستشارات الطبية العامة، وأنشطة التشخيص، والتصوير الطبي بواسطة جهاز رقمي للفحص بالأشعة وجهاز الفحص بالصدى و جهاز الفحص بالصدى خاص بالقلب، والتحاليل الطبية (أمراض الدم وعلم الكيمياء الحيوية)، والكشوفات الوظيفية (قياس السمع وقياس الانكسار وقياس التنفس والتنظير).
كما يوفر خدمات تهم أنشطة الاستشفاء كالولادة والاستشفاء الجراحي والطبي، والفحوصات المتخصصة، وتخصصات الأم والطفل، وطب الأطفال وطب النساء والتوليد، وتخصصات الجهاز الهضمي والأمراض الصدرية والرئوية وأمراض القلب والشرايين وأمراض الجلد وأمراض الغدد والسكري، وأمراض العيون وأمراض الأنف والحنجرة، إضافة إلى تخصصات الجراحة العامة وجراحة الأطفال وجراحة العظام، وتخصص طب الفم والأسنان.
ويضم هذا المستشفى، الذي يشتغل به فريق متعدد التخصصات يتكون من أطباء وممرضين وتقنيين بيوطبيين وتقنيي الصيانة والدعم، ويقع على مساحة إجمالية تناهز 5ر1 هكتار، منطقة للخدمات الاستشفائية، ووحدات الاستقبال، ووحدات الاستشارات الطبية، ووحدة التشخيص والكشف الوظيفي، ومركب جراحي، وصيدلية، إضافة إلى منطقة للخدمات العامة تحتوي على وحدات الدعم.
وبحسب البلاغ، فإنه من المنتظر أن يستفيد من خدمات هذا المستشفى المدني المتنقل ما يزيد عن 35 ألف نسمة من ساكنة جماعات آيت يحيى وأموكر، ووازمو وإمليشيل واوتربات، كما أنه قد يتضاعف عدد المستفيدين نظرا لتواجد هذا المستشفى على مفترق إقليمي خنيفرة وميدلت.
وأضاف المصدر ذاته أنه، تجسيدا للبرنامج المسطر الخاص بالمستشفى المتنقل، من المنتظر أن يقدم هذا المستشفى، طيلة موجة البرد التي يعرفها المغرب، خدمات صحية وعلاجية بالإضافة إلى توفير مجموعة من الخدمات الاستشفائية للقرب وعمليات جراحية، علاوة عن توفير التحاليل الطبية البيولوجية والفحوصات بالصدى، وجهاز السكانير لفائدة ساكنة هذه المناطق، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للنساء المواخض والأشخاص في حالة مستعجلة.
وأشار المصدر إلى أنه توافد على المستشفى منذ الساعات الأولى ليوم الإثنين عدد كبير من المواطنات والمواطنين، نساء ورجال وأطفال ومسنين، من ساكنة هذه المناطق طلبا للعلاج والاستشفاء، حيث استفاد من الاستشارات في الطب العام خلال اليوم الأول ما يقارب 140 مستفيدا. كما تم تقديم المساعدة الطبية لما يناهز 5 حالات قصدوا المستشفى في حالة استعجالية.
وأضاف البلاغ أن 12 مريضا استفادوا أيضا من خدمات التصوير الطبي المتوفر في عين المكان، كما استفاد أزيد من 62 مريضا من الأدوية اللازمة للعلاج بالمجان بحسب الوصفات الطبية من صيدلية المستشفى المدني المتنقل.
ويعتبر المستشفى المدني المتنقل والمتعدد التخصصات مؤسسة صحية متنقلة تضاهي المستشفيات التي تتماشى مع المعايير الدولية، وتوفر الخدمات الصحية والاستشفائية للساكنة المتواجدة بالمناطق الوعرة والتي تعاني من قساوة الظروف المناخية والجغرافية. يذكر أن وزارة الصحة، ومن أجل توفير الرعاية اللازمة لساكنة المناطق المتضررة بفعل موجات البرد والتساقطات الثلجية، وسعيا منها لضمان استمرارية الخدمات الصحية بهذه المناطق، عملت منذ 15 نونبر 2018 على تفعيل النسخة الثالثة من عملية رعاية والتي تستهدف 28 إقليما منتميا إلى الجهات السبع المتضررة بفعل موجات البرد، وذلك من خلال إجراءات وتدابير من بينها تكثيف أنشطة الصحة المتنقلة عبر إنجاز زيارات ميدانية للوحدات الطبية المتنقلة، وتنظيم قوافل طبية متخصصة للاستجابة للحاجيات المرصودة من الخدمات الطبية العلاجية.