أكدت سفيرة المغرب في تونس لطيفة أخرباش، أمس الأحد في العاصمة التونسية، استعداد المغرب للتعاون مع تونس داخل الاتحاد الإفريقي لخدمة القضايا الكبرى الآنية والمستقبلية في الأجندة القارية.
وقالت أخرباش، خلال حفل استقبال كبير أقيم بالعاصمة التونسية بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لعيد العرش “أعرب عن استعداد المغرب للتعاون مع تونس داخل الاتحاد الإفريقي لخدمة القضايا الكبرى الآنية والمستقبلية في الأجندة القارية”، مبرزة أن الهدف يتمثل أيضا في “تعزيز فرص الإقلاع الإفريقي المنتظر بل والممكن جدا”.
وأضافت أن المغرب يعتبر أن علاقته مع تونس ” لا يمكن أن تكون محض علاقة روتينية قائمة على تبادل المجاملات”.
وأكدت أن هذه العلاقة “هي بالضرورة علاقة فوق العادة ورباط وثيق وجبت تقويته وصيانته زمن الرخاء ووقت الشدة”، مشيرة إلى أن “هذا الواجب الثنائي لا يعلله فقط التاريخ والجغرافيا والقرب الثقافي والإنساني، وانما يفرضه ترابط المصائر وانتظارات الشعوب”.
وشددت أخرباش، من جهة أخ
رى، على أن “أمن تونس من أمن المغرب ورخاء تونس هبة لفضائنا الجهوي المشترك”، معتبرة أن التنافس الاقتصادي بين البلدين ” لم ولن يكون يوما ذريعة مقنعة أو مقبولة لخفض سقف الطموح المشترك للبحث سويا عن فرص تجارية واستثمارية في إفريقيا وغيرها”.
وفي معرض تطرقها لنتائج اللجنة العليا المشتركة التاسعة عشرة، التي انعقدت في الرباط في يونيو الماضي، أكدت السفيرة على تضامن المغرب مع تونس الجديدة.
وأعربت أخرباش عن الأمل في “أن ننعش الحلم المغاربي مع تونس الديمقراطية، اللبرالية، الحداثية، وأن نعمل على خلق دينامية جديدة لمحاولة تجاوز حالة الجمود في جهتنا المغاربية التي تعبت شعوبها من الخطابات الوحدوية الحماسية والمنسلخة عن الواقع الراكد الذي نأسف له وقد نحاسب عليه”.
وتطرقت أخرباش، من جهة أخرى، إلى الإنجازات التي حققها المغرب خلال السنوات الثمانية عشرة الماضية والتي كان لها بالغ الأثر على سير المغرب قدما نحو التطور والنماء.
وأشارت إلى أن السنوات الثمانية عشرة الماضية “كانت غنية بالإنجازات السياسية والثقافية والمجتمعية، بل واستثنائية من حيث عدد وحجم الأوراش المفتوحة لرفع تحديات التنمية الاقتصادية وتعزيز البناء الديمقراطي”.
وأضافت أن من تجليات هذه المرحلة أيضا أن السمة الغالبة على النموذج الذي ابتغاه المغرب لنفسه لربح رهانات الترسيخ الديمقراطي والتغيير المجتمعي والتقدم الاقتصادي هي الارتكاز في نفس الآن على الرجاحة القيادية لجلالة الملك محمد السادس وعلى دينامية المجتمع المغربي ممثلا بمنظمات مدنية فاعلة ومستقلة وأحزاب سياسية متعددة المرجعيات والتوجهات.
وقالت السفيرة خلال هذا الحفل، الذي تميز بحضور عدد من الوزراء في الحكومة التونسية، إن المغرب يؤمن أن الضامن الحقيقي لديمومة الجهد الإصلاحي يتمثل في تظافر الإرادة السياسية الحازمة وتعبئة مختلف الفعاليات السياسية وتعزيز مشاركة المواطن.
وأبرزت أن السياسة الخارجية المغربية عرفت تجديدا بارزا في السنوات الأخيرة من أهم تجلياته انخراط المغرب بكل إرادية في دعم وإنعاش التعاون جنوب- جنوب، خاصة في القارة الإفريقية التي يفخر بالانتماء لها.
واعتبرت أخرباش أن عودة المغرب للأسرة المؤسساتية الإفريقية في 30 يناير الماضي ما هي إلا تتويج لهذا الانخراط الصادق في شراكات مثمرة، مبنية على المنفعة المتبادلة مع عدد كبير من دول القارة، وفي مجالات ذات أهمية استراتيجية مثل الأمن الغذائي والطاقات المتجددة والصحة والسكن الاجتماعي والبنى التحتية.
وتناول الكلمة خلال هذا الحفل مهدي بن غربية، وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان التونسي، حيث استحضر التاريخ المشترك والعلاقات العريقة بين الشعبين المغربي والتونسي وخاصة كفاحهما المشترك ضد الاستعمار الفرنسي بقيادة الزعيمين الحبيب بورقيبة والمغفور له محمد الخامس، وكذا أمام تحديات بناء الدولة الوطنية.
وقال بن غربية إن “اشتراكنا في التاريخ وبناء المغرب العربي وفي الفضاء المتوسطي والإفريقي يذكرنا بالتحديات المشتركة التي تفرض المزيد من التعاون والتكامل، خاصة على المستوى الاقتصادي”.
وثمن الوزير التونسي دور المستثمرين التونسيين والمغاربة خلال العشرية الماضية في دعم التعاون الاقتصادي بين البدين.
كما تطرق إلى الأثر الطيب الذي تركته زيارة الملك محمد السادس لتونس، مبرزا حرص حكومة الوحدة الوطنية في تونس على دعم العلاقات المغربية التونسية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل تميز بحضور عدد من أعضاء الحكومة والنواب البرلمانيين ورؤساء الهيئات والمنظمات التونسية والسفراء المعتمدين بتونس وشخصيات أخرى تنتمي إلى عالم السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام بتونس.