كشفت مديرة المكتب الوطني المغربي للسياحة بإيطاليا جازية السنتيسي، أن المغرب هو الوجهة الأولى للإيطاليين الشغوفين بالسياحة الثقافية، وباستكشاف ما تزخر به المملكة من مواقع تاريخية.
وأضافت السنتيسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركة المغرب في المعرض الدولي للسياحة والسفر، الذي اختتم نهاية الأسبوع الماضي، بمدينة “ريميني” الإيطالية، أن عدد السياح الإيطاليين الوافدين على المغرب خلال الفصل الأول من السنة الجارية ارتفع بنسبة 7 في المائة، فيما ازدادت عدد ليالي المبيت بأربعة في المائة، وذلك بفضل مبادرات القرب، وتلك التي تستهدف المولعين بتنوع وغنى الخصوصيات الثقافية وتفرد جمالية المدن العتيقة، لاسيّما دور الضيافة.
وتابعت جازية السنتيسي أن إيطاليا تُعتبر السوق الخامسة المصدرة للسياح إلى المغرب، بعد كل من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا، موضحةً أنه وللرفع من عدد السياح الإيطاليين الوافدين على المغرب خلال السنة الجارية، سيتم تقديم عروض جديدة تجمع بين السياحة الثقافية والأنشطة الشاطئية والبنيات السياحية، بمقومات متميزة وذات جودة عالية في منتجعات “تاموا باي” بشمال البلاد، ثم في جنوب الداخلة التي تشهد تدفقا غير مسبوق للسياح، بفضل تسهيل الولوج إليها من خلال فتح خطوط جوية جديدة.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن الرحلات الجوية الجديدة المنخفضة التكلفة، التي تنطلق من مدينتي “تورينو” و”نابولي”، والمتوجهة مباشرة لمراكش، مكنت من زيادة توافد السياح القادمين من جنوب إيطاليا.
ولمواصلة الزخم السياحي، يعتزم المكتب الوطني المغربي للسياحة في سنة 2018، حسب السنتيسي، مواكبة الإقبال المتزايد للسياح الإيطاليين العاشقين لتنوع وغنى الموروث الثقافي المغربي ببرامج جديدة تقربهم بشكل أكبر من المؤهلات الثقافية الهائلة التي تزخر بها المملكة وتمكنهم على الخصوص من حضور تظاهرات ومواعيد ثقافة مع التركيز أكثر على الاستقرار والأمن اللذان تنعم بهما الوجهة المغربية .
وأشارت في هذا الصدد، إلى أن المكتب الوطني يضاعف جهوده من خلال مبادرات بشمال وجنوب إيطاليا لإبراز ما تمتاز به المدن السياحية المغربية من أمن دائم وحفاوة استقبال تتفرد بها عن باقي بلدان المنطقة، فضلا عن تنظيم أنشطة في المجال الثقافي لتسليط الضوء على خصوصيات التراث المحلي و إعداد برامج لترويج وجهة المغرب.
ولتنويع العروض السياحية وجعلها مغايرة للسنوات الماضية، ستركز البرامج السياحية للمكتب الوطني المغربي للسياحة خلال الأشهر القادمة على مدن وأقاليم؛ مثل “بريشيا” و”فيرونا” اللتان تعتبران من ضمن المناطق المصدرة للسياح الإيطاليين.
وتتجلى هذه المبادرات في تقاسم الاهتمامات الثقافية بين البلدين؛ من قبيل فن الطبخ والأعمال السينمائية والصناعة التقليدية، إلى جانب الاستفادة من مشاركة المغرب كضيف شرف في مهرجانات ثقافية إيطالية، والتي تعتبر دعامة للتعريف بغنى تراث المملكة وعمق تاريخها.
وبخصوص مشاريع المكتب الوطني المغربي للسياحة لسنة 2018، أعلنت السنتيسي عن برمجة مخطط يرتكز على اعتماد الوسائط الرقمية؛ من قبيل دليل عبر الأنترنت، وتطبيقات الهاتف الذكي، وتعزيز تواجد وجهة المغرب في مواقع التواصل الاجتماعي، لتعزيز توافد السياح الإيطاليين على المغرب.
كما سيتم تركيز الجهود، تضيف مديرة المكتب، على تطوير حضور الوجهة في المواقع الإلكترونية الخاصة بالتسوق والطبخ، وتقوية سمعتها و شهرتها عبر مواقع ووسائل إعلام تلفزية وإذاعية متخصصة، وتكثيف حضور المغرب في التظاهرات الثقافية والمعارض، وتقديم كتب ودعوة فنانين مغاربة (مرة أو ثلاث مرات في الشهر)، دون إغفال أهمية تنظيم 10 رحلات في السنة للصحافيين، ومبادرات ترويجية في وسائل الإعلام الخاصة برياضة الغولف.
ومن أجل تحقيق الأهداف المسطرة، تم هذه السنة، حسب السنتيسي، توقيع خمس اتفاقيات شراكة من أجل تواصل مستدام مع وكالات أسفار؛ من قبيل “كينغ هوليداي”، و”ميسترال غروب”، و”بوسكولو” و”ميسترو توريسمو”.
وبخصوص مشاركة المغرب في الدورة الرابعة والخمسين للمعرض الدولي للسياحة والسفر، أبرزت السنتيسي أن المكتب الوطني المغربي للسياحة مثل المملكة في هذه التظاهرة، من خلال جناح يمتد على مساحة 100 متر مربع، تقدم فيه 13 وكالة أسفار وطنية مختلف عروضها السياحية.
واعتبرت أن المشاركة المغربية في هذا المعرض تشكل مناسبة للالتقاء مع منظمي الأسفار الإيطاليين الذين يعملون معهم طيلة السنة، وكذا مع زبناء أجانب من أجل تقريبهم وتعريفهم بوجهة المغرب السياحية.
وبالنسبة لها فإن هذا المعرض هو بمثابة موعد سنوي، لتسويق وجهة المملكة وإبراز خصوصياتها السياحية، وعقد لقاءات تواصلية مع مختلف المعنيين بهذا القطاع، مشيرةً إلى أن هذ الحدث يمكّن من إبرام اتفاقيات شراكة مع وكلاء أسفار وشركاء آخرين، تتضمن على الخصوص تقديم وصلات إشهارية عبر مختلف وسائل الإعلام الإيطالية والوسائط الرقمية.
ويعتبر هذا الحدث، حسب مديرة المكتب الوطني، قبلة سنوية للعارضين المغاربة لاستقطاب زبائن جدد من إيطاليا وخارجها، لتسويق منتوج سياحي يمزج بين الثقافي والترفيهي والشاطئي.