24 ساعة _ متابعة
يتقدم المغرب في هندسة التدريع من خلال تركب أسلاك شائكة أو ما يسمى بـ”الكونسرتينا” على حواجز الأمواج الحدودية بسرعة، وهو الأمر الذي يترجم مشاركته في المراقبة الفعلية للحدود إذ أن هذه الأسلاك ستكون بمثابة عقبة لمنع موجة جديدة محتملة من الهجرة غير النظامية، حيث تحتل الأسلاك الشائكة المنطقة الرملية بأكملها بالقرب من الحدود مع إسبانيا.
ارتباطا بذلك اعتبرت الصحافة “الإيبيرية”، أنّ الخطوة المغربية في تطويق المعابر الحدودية بتركيب مزيد من الأسلاك الشائكة لمنع تسلل وتدفق المهاجرين، تتجاوز مسالة مراقبة الحدود، إذ أنّ هذا المشروع الذي يغطي المنطقة الرملية جاء من أجل إعادة تصحيح الصورة “المشوهة” التي خلفتها أحداث ماي الأخيرة.
ونقلا عن ما أوردته صحيفة “Elfarodeceuta” الإسبانية، فإنّ السلطات المغربية قامت خلال الأيام الأخيرة بتحويل الشواطئ إلى نوع من العقبات المستحيلة، وذلك عبر اتباع فكرة تغطية جميع الرمال قبل حاجز الأمواج في تاراجال بالأسلاك والأسوار الجديدة حتى الوصول إلى نقطة حاجز الأمواج الحدودي مع سبتة.
ولفت المنبر الإعلامي ذاته، إلى أن “هندسة المكابح” لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين، تتضح بشكل جلي في معبر تاراجال الحدودي، أما في الحدود الشمالية (معبر بنزو الحدودي) التي تفصل سبتة المحتلة عن المغرب، فقد باتت مؤمَّنة بثلاثة صفوف من الأسلاك الشائكة.
وأضافت الصحيفة، أنّ الفكرة التي يسعى وراءها المغرب هي ملء الطريق خارج المحيط، وهو ما يمكن القيام به عن طريق تفادي حواجز الأمواج أثناء الركض تقريبًا، بينما تتجنب الداخلية الإسبانية تحصين حدودها بهذه الأسلاك الشائكة التي تندّد المنظمات الحقوقية باستخدامها، والتي تؤدّي حتمًا إلى وقوع إصابات.
وترى المصادر ذاتها، بأنّه وبهذه الطريقة ستصبح سبتة شاهداً على سياسة الإغلاق التي تعمل على طمس ما كان متداولا في السابق، إلى درجة السماح للأسلاك الشوكية بـ”أكل” مساحة الشاطئ، وتكرار نفس هيكل التدريع الهندسي الذي بدأ بالفعل في النمو في المحيط المغربي.
وخلصت القصاصة الإخبارية إلى أنّ بطاقة العرض المغربية التي تُظهر دعمها للحرس المدني الإسباني في السياج وتجنب اقتراب تدفقات المهاجرين، هي بطاقة تعاون كاملة، ومختلفة تمامًا عن تلك التي أظهرتها السلطات في أحداث 17 و19 ماي الماضي.