الدار البيضاء-أسماء خيندوف
احتل المغرب المرتبة 102 عالميًا من أصل 170 دولة في “مؤشر التقدم الاجتماعي العالمي” لعام 2025، الصادر عن شركة أل تي آي كابيتال، المتخصصة في التحليل الاقتصادي والاجتماعي. وحصل المغرب على 62.70 نقطة من أصل 100، مسجلاً تحسناً طفيفاً مقارنة بالعام السابق.
ورغم هذا التقدّم، لا يزال المغرب متأخراً عن عدد من الدول في المنطقة، حيث جاءت تونس في المرتبة 92 برصيد 65.98 نقطة، تليها الجزائر في المركز 96 بـ64.18 نقطة. وفي المقابل، تفوق المغرب على مصر (المرتبة 116، 57.56 نقطة) وموريتانيا (المرتبة 149، 44.64 نقطة).
وكشف التقرير أن النرويج تصدرت المؤشر برصيد 91.95 نقطة، تليها الدنمارك (91.65 نقطة) ثم فنلندا (91.28 نقطة)، حيث تستفيد هذه الدول من أنظمة تعليمية متطورة، ورعاية صحية ذات جودة عالية، وحريات فردية واسعة. كما جاءت السويد، سويسرا، وأيسلندا ضمن المراتب العشر الأولى.
أما على مستوى العالم العربي، فقد تفوقت دول الخليج، حيث جاءت الكويت في المرتبة 44 (75.63 نقطة)، تليها الإمارات في المركز 49 (74.04 نقطة)، وقطر في المركز 50 (73.19 نقطة)، بينما احتلت السعودية المرتبة 79 (68.14 نقطة).
يعتمد المؤشر على 57 معيارًا تُصنّف ضمن ثلاث فئات رئيسية، تشمل الاحتياجات الأساسية التي تتعلق بالأمن الغذائي، الرعاية الصحية، المياه والصرف الصحي، السكن، والسلامة الشخصية، إضافة إلى أسس الرفاهية التي تغطي جودة التعليم، البيئة، البنية التحتية للاتصالات، والصحة العامة. كما يركز على الفرص التي تشمل الحقوق الفردية، الحريات السياسية، المساواة بين الجنسين، وإمكانية تحقيق تكافؤ اقتصادي.
حقق المغرب أداءً جيدًا في هذه الفئة بحصوله على 80.94 نقطة، بفضل تغطية الكهرباء بنسبة 100% وتحسن البنية التحتية. كما سجل 90.81 نقطة في مؤشر الحد من سوء التغذية ولا تزال خدمات المياه والصرف الصحي ضعيفة، حيث جاء في المرتبة 112 عالميًا بـ79.44 نقطة.
في فئة أسس الرفاهية، حصل المغرب على 58.45 نقطة، مما يعكس ضعف النظام الصحي والتعليم. وجاء في المرتبة 140 عالميًا في الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، مع ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض غير المعدية (المرتبة 119). وفي التعليم، رغم ارتفاع معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية (98.87%)، فإن التحاق الطلاب بالمرحلة الثانوية لا يتجاوز 33.51%، ليحتل المغرب المرتبة 122 عالميًا.
في فئة الفرص، سجل المغرب 48.69 نقطة، محتلاً المرتبة 109 عالميًا. ولا تزال حرية الصحافة محدودة (المرتبة 118)، كما جاء في المرتبة 113 في الحقوق السياسية.
وشكل عدم المساواة بين الجنسين تحديًا رئيسيًا، حيث احتل المرتبة 122 في تكافؤ التعليم الثانوي بين الذكور والإناث. كما يعاني المغرب من مستويات مرتفعة من الفساد (المرتبة 87) وتمييز ضد الأقليات (المرتبة 137).
سجل المغرب 54.37 نقطة فقط في الأداء البيئي، محتلاً المرتبة 138 عالميًا، بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء (المرتبة 149). ومع ذلك، يحقق المغرب نتائج إيجابية في الطاقة المتجددة، بفضل استثماراته في الطاقة الشمسية والريحية.
وخلص التقرير إلى أن المغرب يمكنه تحقيق تقدم أكبر عبر تحسين جودة التعليم الثانوي والعالي، تعزيز الخدمات الصحية، وزيادة الحريات السياسية. كما أوصى بتطوير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، ومحاربة الفساد، وتعزيز الشفافية، لتعزيز مكانته في المؤشر خلال السنوات المقبلة.