24 ساعة- متابعة
يتجه المغرب نحو تحقيق تحول نوعي في مجال الصناعة البحرية، من خلال مشروع ضخم يتمثل في إنشاء أكبر حوض لبناء السفن في إفريقيا، في قلب مدينة الدار البيضاء.
ويعد هذا المشروع الاستراتيجي خطوة جديدة ضمن سياسة المملكة الرامية إلى تنويع اقتصادها الصناعي، مستلهمة نجاحها اللافت في قطاع صناعة السيارات.
وفي هذا السياق، أفاد تقرير لصحيفة “إيكونوميستا” الإسبانية، أن هذا الحوض الجديد يمتد على مساحة تتجاوز 210 آلاف متر مربع، بما يعادل نحو ثلاثين ملعب كرة قدم، ويضم حوضا جافا بطول 244 مترا وعرض 40 مترا، بالإضافة إلى رافعة عمودية تستطيع التعامل مع سفن يصل وزنها إلى 9 آلاف طن.
ويهدف هذا المشروع إلى إصلاح وصيانة السفن التجارية والعسكرية، مع طموحات تتعدى ذلك نحو بناء السفن، بما يتيح له المنافسة المباشرة مع أحواض بناء السفن في جنوب أوروبا، خاصة في إسبانيا.
وأشار التقرير، إلى أن المغرب يستثمر حوالي 300 مليون دولار في هذا المشروع عبر الوكالة الوطنية للموانئ، التي طرحت مناقصة دولية لمنح إدارة الحوض لمدة 30 عاما.
وأضاف المصدر ذات، أن المملكة تطمح إلى تكرار نجاح قطاع السيارات عبر هذا المشروع البحري، حيث تستهدف بناء 100 سفينة بحلول عام 2040.
كما يخطط المغرب لتعزيز قدراته في صيانة أسطوله العسكري محليا، ما سيوفر العملة الأجنبية ويدعم جهود تخفيف العجز التجاري، في إطار التهيئة لمرحلة جديدة من مرونة سعر الصرف بحلول 2026.
وتوضح الصحيفة الإسبانية أن المشروع قد يشكل تهديدا مباشرا لحصة شركات إسبانية، مثل “نافانتيا”، خاصة مع تمتع المغرب بميزات تنافسية تتعلق بتكاليف العمالة المنخفضة، واللوائح المرنة، والحوافز المالية المشجعة.
كما أوردت “إيكونوميستا” أن الرباط أبدت اهتماما خاصا بتكنولوجيا بناء السفن الكورية الجنوبية، حيث زار وزير التجهيز والماء المغربي نزار بركة، في نوفمبر الماضي، منشآت شركة “HD Hyundai” الكورية، وبحث مع مسؤوليها سبل التعاون، وسط تنافس دولي يشمل أيضا مجموعة “Naval Group” الفرنسية.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن المشروع لا يأتي بمعزل عن سياسة أوسع لدعم الصناعة البحرية في المغرب، حيث تم إطلاق خطة لتحديث البنية التحتية للموانئ، وإنشاء بنك مشاريع خاص بصيانة وبناء السفن، إلى جانب اعتماد إجراءات دعم مالي لتشجيع المستثمرين في هذا القطاع الحيوي.
وخلص التقرير إلى أن المغرب، بفضل سواحله الممتدة على أكثر من 3500 كيلومتر وامتلاكه أكثر من 43 ميناء منها 14 ميناء تجاريا، مهيأ ليصبح مركزا صناعيا بحريا بارزا في القارة الإفريقية، خصوصا في ظل النجاح الذي حققه ميناء طنجة المتوسط الذي سجل نموا لافتا، في مقابل تراجع أداء موانئ إسبانية منافسة مثل ميناء الجزيرة الخضراء.