الرباط-متابعة
قال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى اليونسكو ، سمير الدهر ، أمس الخميس بمراكش ، إن المغرب يعمل على رفع مستوى الوعي والدعوة إلى إرادة مشتركة قادرة على تطوير مفهوم المنتزهات الجيولوجية في إفريقيا والعالم العربي ، وهي مناطق ذات إمكانات قوية ولكنها لا تزال ممثلة تمثيلا ضئيلا للغاية في قائمة المنتزهات الجيولوجية العالمية. وأبرز السيد الدهر في كلمة خلال أشغال المؤتمر الدولي العاشر للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو المنعقد إلى غاية 11 ستنبر ، أن المنتزهات الجيولوجية تغطي مناطق جيولوجية ثقافية وسياحية ومواقع أثرية ومعمارية ذات قيمة عالمية كبيرة ، وبالتالي “فإنه من الضروري الحفاظ على هذا التراث وحمايته من كافة عوامل الخطر”.
وأضاف أن المنتزهات الجيولوجية تمثل رافعة حقيقية للنمو الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة وتساهم في تحفيز النشاط السياحي من خلال توفير الفرص التي تعزز خلق مصادر دخل جديدة لصالح المجتمعات المحلية، في احترام للطبيعة والنظم البيئية والتنوع البيولوجي.
ومن الواضح ، يؤكد الدهر ، أن هذا التطور لا يمكن أن يتحقق في ظل غياب البعد الأساسي للتربية والتكوين ، اللذين يشكلان ركيزتين أساسيتين لنقل المعرفة والممارسات إلى الأجيال الشابة.
من جهة أخرى ، أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن انعقاد المؤتمر الدولي العاشر للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو لأول مرة في بلد إفريقي وعربي ، يجسد الثقة التي يحظى بها المغرب، في استمرارية خياراته واستراتيجياته الحكيمة ومبادراته المتعددة المتخذة لصالح التنمية المستدامة في ظل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. واعتبر السيد الدهر أن “تنظيم أحداث كبرى ذات نطاق عالمي بالمغرب ، مثل هذا المؤتمر ، يعكس الالتزام الراسخ لبلدنا بالعمل جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي برمته وكذلك مع المؤسسات الإقليمية والمنظمات المتخصصة المتعددة الأطراف ، من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي وضعناها معا ، في تناغم تام مع أهداف التنمية المستدامة وأولويات البرنامج العالمي”.
وقال “يتيح لنا هذا المؤتمر اليوم فرصة فريدة لترجمة أولوياتنا إلى إجراءات ملموسة ، بهدف الدعم الفعال للمبادرات الناشئة، خاصة على المستوى الإفريقي والعربي، ومواصلة تشجيع مشاريع الشراكة والتعاون الدولي”.
وأعرب الدهر عن ثقته في أن الروح التي سادت طوال عملية الاعتراف بالمنتزه الجيولوجي “مكون” وضمه إلى الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو سنة 2014 ، ستبقى كمرجع يسمح بالاعتراف بمشاريع أخرى في المملكة بالمستقبل.
ويعتبر المنتزه الجيولوجي “مكون “، الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من منطقة بني ملال خنيفرة ، أول منتزه جيولوجي في العالم العربي والإفريقي يحظى باعتراف اليونسكو . وتجدد هذا الاعتراف عقب زيارة خبراء اليونسكو عامي 2018 و2022، وهو بذلك يرأس الشبكة الإفريقية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، ويمثل إفريقيا ضمن المكتب التنفيذي للشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو.
ويجمع هذا المؤتمر المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمبادرة من الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو ومجلس جهة بني ملال-خنيفرة وجمعية المنتزه الجيولوجي “مكون ” ، المنتزهات الجيولوجية العالمية الحاصلة على العلامة العالمية “المنتزه الجيولوجي لليونسكو “، موزعة على 48 دولة بما في ذلك المغرب ، الممثل بالمنتزه الجيولوجي “مكون”.
ويشتمل برنامج هذه الدورة على جلسات عامة وورشات موضوعاتية وزيارات ميدانية للمنتزه الجيولوجي “مكون “، واجتماعات تتمحور حول هيئات الحكامة داخل الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، واجتماعات المكتب التنفيذي للشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو لدراسة الترشيحات لاستضافة الدورة المقبلة للشبكة تقدمت بها أربعة دول وهي البرازيل والشيلي وكوريا الجنوبية وإندونيسيا.
كما يتضمن برنامج هذه التظاهرة أيضا ، بحسب المنظمين ، عروض علمية حول سبل الإدارة المستدامة للمواقع الجيولوجية، والتربية البيئية ، والسياحة المسؤولة ، والتنمية الاقتصادية المحلية والتغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية ، ومكافحة التصحر والكوارث الطبيعية.