24ساعة-متابعة
أكد السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، محمد عروشي، أمس الأربعاء بأديس أبابا، أن نهج مقاربة متعددة الأبعاد، قائمة على ثلاثية السلم والأمن والتنمية، هو السبيل إلى مواكبة جنوب السودان.
وجدد عروشي، خلال مشاركته عبر تقنية المناظرة المرئية في اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حول الوضع السياسي والأمني في جنوب السودان، التأكيد على دعم المملكة لشعب وحكومة جنوب السودان في تطلعاتهمم والتزامهم باستعادة السلام والاستقرار والتنمية في البلاد.
كما شدد الدبلوماسي المغربي على ضرورة أن تعمل الأطراف الموقعة على “اتفاقية السلام المعاد تنشيطها لعام 2018” سوية من أجل التنفيذ الكامل للمعايير الرئيسية المتبقية، بهدف إنجاح مسلسل دستوري وانتخابي في أفق دحنبر 2024 وإرساء حكامة ديمقراطية في فبراير 2025، مبرزا ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتهيئة الظروف المؤاتية لعودة المدنيين النازحين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الساكنة المتضررة.
وأبرز عروشي، الذي ترأس الوفد المغربي المشارك في هذا الاجتماع، أهمية إعداد برامج لتعزيز السلام والتنمية وإعادة الإعمار بعد الصراع في إطار النهج متعدد الأبعاد من أجل تحقيق السلام والاستقرار الدائم في جنوب السودان، وكذا الحاجة إلى تعزيز الحوار المجتمعي من أجل إعادة بناء الثقة وتعزيز المصالحة بين المجتمعات.
ورحب الوفد المغربي في هذا السياق بالجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي، بالتعاون مع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، لدعم تنفيذ اتفاقية السلام الم عاد تنشيطها لعام 2018 ، والأمم المتحدة من خلال بعثتها في جنوب السودان، لالتزامها الدؤوب بمواصلة الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في هذا البلد الشقيق، وكذا باقي الشركاء الثنائيين ومتعددي الأطراف نظير دعمهم المتواصل للجهود التي يقودها الاتحاد الإفريقي.
كما دعا الوفد المغربي كافة الفاعلين الإقليميين والدوليين إلى تعزيز تنسيق ومواءمة جهودها لتعزيز السلام والأمن والتنمية في هذا البلد الشقيق.
وقال عروشي في هذا الصدد “نود أيضا أن نشيد بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن خارطة الطريق، والذي يمدد الفترة الانتقالية الحالية لمدة 24 شهرا، ويدعو الأطراف الموقعة إلى التنفيذ الكامل للمهام الرئيسية المعلقة من أجل ضمان خلق جو ملائم لعقد انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية، وبالتالي ضمان نهاية سلمية وديمقراطية بحلول فبراير 2025.
كما شدد الوفد المغربي على أنه بالرغم من هذه الانجازات الهامة التي تم تسجيلها على المستوى السياسي، فإن جنوب السودان يواجه أوضاعا أمنية وإنسانية خطيرة، ما زالت تتسبب في وقوع ضحايا ونزوح المدنيين، نتيجة لتغير المناخ والفيضانات وأيضا بسبب الصراعات القائمة بين المجتمعات المحلية في مناطق مختلفة من البلاد.
وقال عروشي إن ” المغرب يعرب في هذا السياق عن بالغ قلقه إزاء الأوضاع السائدة في الميدان، والتي تشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن في البلاد والمنطقة برمتها، ويؤكد على ضرورة استكشاف أفضل السبل والوسائل الكفيلة بتمكين البلاد من تجاوز هذه الأزمة الإنسانية على المدىيين القصير والطويل، من خلال تنفيذ تدابير عاجلة ومنسقة لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة للساكنة المتضررة، وكذا من خلال إعداد استراتيجيات للتنمية المستدامة تتيح لجنوب السودان تطوير القدرات اللازمة للاستجابة لاحتياجاتها”.
وأبرز الدبلوماسي المغربي، في ما يتعلق بمكافحة النزاعات المجتمعية، أن المغرب مقتنع تماما بأن إيجاد حل سياسي قائم على احترام التنوع هو وحده الكفيل بتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في البلاد، وأن إجراء حوار وطني شامل وشفاف من شأنه رفع مختلف التحديات التي تواجهها البلاد .