24 ساعة-متابعة
أُبرزت تجربة وكالة التنمية الرقمية في مجال التحول الرقمي بالمملكة خلال أشغال المؤتمر الإقليمي المنعقد يوم الأربعاء بعمان، تحت عنوان “نحو منطقة عربية متاحة رقميا-تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للجميع 2025″، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع القرار من مختلف الدول العربية.
وأكدت صفاء العلوي، رئيسة قسم الولوج الرقمي الشامل بالوكالة، أن المملكة قطعت خطوات مهمة في مجال الرقمنة، من خلال خارطة طريق طموحة تهدف إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية الرقمية، وتعميم استعمال الأدوات الرقمية لدى عموم المواطنين.
وشددت على أن هذه الخارطة ترتكز على محاور أساسية، من بينها رقمنة الإدارة العمومية لتحسين جودة الخدمات، وتقريبها من المرتفقين، وضمان التفاعل والتكامل بين مختلف الخدمات، إلى جانب تسريع وتيرة الاقتصاد الرقمي داخل المملكة.
وفي حديثها، أوضحت العلوي التزام المملكة بتكريس موقعها كمركز رقمي وتكنولوجي مرجعي في إفريقيا، مع الحرص على تقليص الفجوة الرقمية وتحسين جودة حياة المواطنين، خصوصاً الفئات الهشة، من خلال توظيف التكنولوجيا في توفير حلول فعالة وشاملة.
واستحضرت المسؤولة في هذا السياق الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، التي أطلقتها وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة في شتنبر 2024، والتي تهدف إلى تحفيز الاقتصاد الرقمي، وتشجيع الابتكار، وتطوير حلول تكنولوجية وطنية قادرة على خلق القيمة ومناصب الشغل، إلى جانب تسريع رقمنة الخدمات العمومية لفائدة المواطنين والمقاولات.
كما استعرضت مجموعة من المشاريع التي تقودها الوكالة، من بينها منصة تبادل المعطيات بين الإدارات، التي تروم تبسيط ولوج المرتفقين إلى الخدمات العمومية وتحسين الأداء الداخلي للإدارات عبر رقمنة تامة للمساطر.
وتحدثت المسؤولة عن المختبر الرقمي “Digital Lab”، الذي يضم فرقاً متعددة التخصصات تعمل على تسريع رقمنة الخدمات العمومية ومواكبة الإدارات في عملية الانتقال الرقمي.
وفي السياق ذاته، أشارت العلوي إلى مشروع “دار المواطن”، وهو مركز للقرب يتيح عبر شباك موحد تقديم أهم الخدمات الإلكترونية، مما يسهل الولوج إليها، لاسيما بالنسبة للفئات ذات الاحتياجات الخاصة.
كما قدمت منصة “أكاديمية رقمية” كمبادرة تهدف إلى تعزيز الثقافة الرقمية لدى المتعلمين، من خلال برنامج “مسار التمكين الرقمي”، الذي يسعى إلى تنمية الكفاءات الرقمية وتعريف المستفيدين بأحدث الاتجاهات في مجال التكنولوجيا.
من جهة أخرى، أعلنت العلوي عن إطلاق مشروع شراكة بين وكالة التنمية الرقمية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، يرمي إلى إعداد خارطة طريق وطنية للولوج الرقمي، تشمل مبادئ توجيهية وتوجهات تقنية لتسهيل إدماج معايير الولوج داخل الخدمات والمنصات الإلكترونية.
ويهدف هذا المشروع إلى تمكين المؤسسات العمومية من اعتماد معايير شاملة تضمن استفادة الفئات الهشة، خصوصاً الأشخاص في وضعية إعاقة، من الخدمات الرقمية، وتيسير الإدماج الرقمي، والحد من الفجوة بين مختلف شرائح المجتمع.
وشكل المؤتمر الإقليمي مناسبة لبحث سبل تطوير الإدماج الرقمي في المنطقة العربية، واستعراض أهمية التقنيات الناشئة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في تعزيز الولوج إلى الخدمات، إلى جانب تبادل الخبرات واستكشاف فرص التعاون من أجل بناء مجتمع رقمي أكثر إنصافاً وشمولاً.