24 ساعة-عبد الرحيم زياد
في إطار تعزيز قدراته الدفاعية وتطوير ترسانته العسكرية، يدرس المغرب إمكانية اقتناء أنظمة تسليح متقدمة من كوريا الجنوبية، تشمل نظام الدفاع الجوي KM-SAM (المعروف أيضًا بـ”تشونغونغ-2″)، ودبابة K2 Black Panther، وغواصة KSS-III. هذه الخطوة تأتي في سياق تعميق العلاقات الاقتصادية والدفاعية بين الرباط وسيول، مما يعكس طموح المغرب لتحديث قواته المسلحة بأحدث التقنيات العالمية.
نظام الدفاع الجوي KM-SAM: درع جوي متطور
نظام KM-SAM، أو “تشونغونغ-2″، هو منظومة دفاع جوي متوسطة المدى مصممة لاعتراض الطائرات المقاتلة والصواريخ الباليستية. تتميز هذه المنظومة بقدرتها على التعامل مع تهديدات جوية متعددة بفضل راداراتها المتقدمة وصواريخها عالية الدقة. وقد أثبتت كفاءتها في الأسواق الدولية، حيث تم تصديرها إلى دول مثل الإمارات والسعودية والعراق، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمغرب الذي يسعى لتعزيز دفاعاته الجوية في مواجهة التحديات الإقليمية.
يأتي اهتمام المغرب بهذا النظام كجزء من استراتيجية لبناء دفاع جوي طبقي، بدأت منذ عام 2009، تشمل أنظمة مثل FD-2000B الصيني وBarak MX الإسرائيلي. إضافة KM-SAM ستعزز القدرة على حماية الأجواء المغربية من التهديدات الحديثة، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
دبابة K2 Black Panther: قوة برية فائقة
تُعد دبابة K2 Black Panther، التي تنتجها شركة هيونداي روتيم، واحدة من أكثر الدبابات تقدمًا في العالم. بفضل محركها بقوة 1500 حصان، ونظام التعليق النشط، ومدفعها عيار 120 ملم، توفر K2 مزيجًا من القوة النارية، الحركية، والحماية. الدبابة مزودة بأنظمة إلكترونية متطورة، مثل نظام التحكم في النيران والرادارات النشطة، مما يجعلها قادرة على العمل في ظروف قتالية معقدة.
اهتمام المغرب بدبابة K2 يتماشى مع جهوده لتحديث القوات البرية، خاصة أن دولًا أخرى مثل بولندا (التي استلمت 180 وحدة) والسعودية أبدت إعجابها بهذا الطراز. اقتناء K2 قد يمنح القوات المغربية تفوقًا تكتيكيًا في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية.
غواصة KSS-III: تعزيز السيطرة البحرية
غواصة KSS-III، التي طورتها شركتا Hanwha Ocean وHD Hyundai، تمثل نقلة نوعية في القدرات البحرية. بوزن 3000 طن، تُعد أول غواصة مصممة ومبنية بالكامل في كوريا الجنوبية، وهي مجهزة بأنظمة صواريخ متطورة وقدرات كشف تحت الماء. دخلت الخدمة عام 2018، وتتنافس حاليًا في أسواق عالمية مثل كندا وبولندا.
سعي المغرب لاقتناء هذه الغواصة يعكس رغبته في تعزيز وجوده البحري في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، خاصة بعد تأخيرات في مفاوضات سابقة لاقتناء غواصات فرنسية. امتلاك KSS-III سيمنح البحرية المغربية قدرات هجومية ودفاعية متقدمة، مما يعزز السيادة البحرية ويحمي المصالح الاقتصادية في المنطقة.
سياق التعاون المغربي-الكوري
تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وكوريا الجنوبية. خلال زيارة وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، إلى سيول، تم بحث التعاون في مجالات الدفاع، السكك الحديدية، والطاقة. كما وقّع المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي عقدًا بقيمة 1.5 مليار يورو مع هيونداي روتيم لتوريد قطارات ذات طابقين، مما يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين.
التقى مزور أيضًا بمسؤولين من شركات كبرى مثل هيونداي روتيم وSamsung E&A، حيث تم التباحث حول شراكات محتملة تشمل تصنيع معدات عسكرية وتطوير البنية التحتية. هذا التعاون قد يجعل المغرب شريكًا استراتيجيًا لكوريا الجنوبية في إفريقيا، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضًا في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية.
تحديات وتوقعات
رغم الاهتمام الكبير بهذه الأنظمة، تواجه الصفقة تحديات محتملة. مثل التكلفة المالية العالية والحاجة إلى تدريب متخصص لتشغيل هذه التقنيات المتقدمة.
كما أن المغرب يوازن بين تنويع مصادر تسليحه (من الصين، إسرائيل، والآن كوريا الجنوبية). لتجنب الاعتماد على مورد واحد، مما يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الأنظمة المختلفة.
من المتوقع أن تؤدي هذه الصفقة، إذا تمت، إلى تعزيز مكانة المغرب كقوة إقليمية. خاصة في ظل التنافس الإقليمي مع دول مثل الجزائر، التي تمتلك أنظمة دفاعية متطورة مثل S-400 الروسي. كما ستساهم في ردع التهديدات المحتملة وحماية الأمن القومي.
يُظهر اهتمام المغرب باقتناء KM-SAM، K2 Black Panther، وKSS-III التزامه بتحديث قواته المسلحة. وتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة التحديات الإقليم Ascendantly. إن الدراسة التي أجريت على مستوى العالم في عام 2025 تشير إلى أن المغرب يدرس إمكانية الاستحواذ على نظام الدفاع الجوي KM-SAM، والدبابة K2 Black Panther، والغواصة KSS-III من كوريا الجنوبية.
هذه الخطوة تعكس طموح المملكة لتعزيز قدراتها العسكرية بأحدث التقنيات، مما يعزز مكانتها كقوة إقليمية. مع استمرار المفاوضات. يترقب الجميع تأثير هذه الصفقة على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.