24 ساعة-أسماء خيندوف
نجحت المملكة في تسجيل رقم قياسي جديد في صادرات الأفوكادو، متجاوزة لأول مرة حاجز 100 ألف طن، رغم تراجع الأسعار عالميا بسبب فائض العرض، خصوصا من بيرو.
وجاء هذا الإنجاز في موسم تميز بزيادة حجم الإنتاج وجودة الثمار، إضافة إلى استقرار الطقس الذي ساهم في تحسين الإنتاج، حسب تقرير منصة “إيست فروت” المتخصصة في صادرات الخضر والفواكه.
تحديات السوق الأوروبية وحروب الأسعار
تواجه أوروبا حاليا سوقا مشبعة مع تصاعد حروب الأسعار، لكن الأداء القوي للمغرب يعكس نضوج صناعة الأفوكادو في المملكة وتزايد تأثيرها على السوق الدولية.
وشهدت أسواق الأفوكادو العالمية تغيرات جذرية نتيجة زيادة العرض من بيرو ودول أمريكا اللاتينية، مما ضغط على الأسعار في الأسواق الأوروبية والأمريكية.
كما يبقى الطلب قويا في أوروبا وأمريكا الشمالية، ويعتمد السوق بشكل متزايد على جودة المنتج وكفاءة اللوجستيات وسهولة الوصول إلى الأسواق.
في إيطاليا، تراجع سعر الأفوكادو بسبب ارتفاع واردات أفوكادو هاس من بيرو وتصاعد المنافسة، بينما يشهد أفوكادو بينكيرتون طلبا متزايدا.
سجلت صادرات وواردات الأفوكادو بإسبانيا نموا ملحوظا خلال الربع الأول من 2025، مع تصدر فرنسا وهولندا وألمانيا قائمة المشترين. وزادت واردات المغرب إلى إسبانيا بشكل كبير، مع توقع ارتفاع العرض الصيفي من بيرو.
وبدورها، سجلت ألمانيا زيادة بنسبة 37% في كميات الأفوكادو الموجهة إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالعام الماضي، مع هيمنة الأحجام الكبيرة التي ضغطت على السوق الفورية.
وفي فرنسا، استمر الطلب القوي على أفوكادو هاس التقليدي المورّد أساساً من بيرو، لكن زيادة الكميات أدت إلى تراجع الأسعار، مع توقع انتهاء الموسم مبكراً بحوالي شهر.
نمو صادرات وواردات الأفوكادو في الأسواق العالمية
استقر الطلب في أمريكا الشمالية بعد عطلة “سينكو دي مايو”، مع توقع استهلاك ثابت خلال الصيف، رغم زيادة العرض من كاليفورنيا والمكسيك وبيرو وكولومبيا، ما ضغط على الأسعار.
وبالنسبة للمكسيك، أكبر منتج عالمي، فتتوقع زيادة الإنتاج بنسبة 5% في الموسم المقبل، مع استمرار الولايات المتحدة في استيراد أكثر من 90% من صادراتها.
بدأ موسم بيرو متأخرا، لكنه شهد ارتفاع الإنتاج، ما أدى إلى ضغط الأسعار واندلاع حرب أسعار في أوروبا، خاصة في إيطاليا، مع سعي بيرو لتوسيع صادراتها إلى آسيا والولايات المتحدة.
وصدرت التشيلي 135 مليون كيلو من الأفوكادو، مع استمرار دعم واردات بيرو، حيث تراوحت أسعار الصيف الأوروبية بين 6 و8 يورو للصندوق.
من جهتها، تسعى كولومبيا لتوسيع حضورها العالمي من خلال إنتاج مستمر على مدار السنة وميناء بويرتو أنتوكيا الجديد الذي سيخفف قيود اللوجستيات ويحسن التصدير. كما شهدت الأسعار في الصين ارتفاعا حادا نتيجة قلة الواردات وتأخر شحنات بيرو.
وفي جنوب أفريقيا، ارتفعت الأسعار محليا بنسبة 34% بسبب تأخر الحصاد وقلة العرض، مع توقعات بتصدير 22.5 مليون صندوق وزيادة الطلب من الصين والهند.
المغرب يحقق إنجازا جديدا رغم التحديات
حقق المغرب إنجازا جديدا في موسم الأفوكادو بتصدير أكثر من 100 ألف طن، رغم التحديات التي تواجه السوق العالمية من تراجع الأسعار وزيادة العرض.
ويؤكد هذا الإنجاز قوة القطاع الفلاحي الوطني وقدرته على المنافسة عالميا، ما يعزز مكانة المملكة كفاعل رئيسي في تجارة الأفوكادو على المستوى الدولي.