حوراء استيتو ـ الرباط
قرر رشيد المناصفي، الخبير المغربي في علم الإجرام والتحليل النفسي، مغادرة المغرب بصفة نهائية، قبل أن يترك رسالة موجهة إلى مختلف شرائح الشعب المغربي.
وقال المناصفي في ذات الرسالة التي توصلت “24ساعة” بنسخة منها، “بعد تفكير عميق، قررت طي صفحة من حياتي، أعلن لكم بكل حسرة، قرار رحيلي عن أجمل بلد في العالم، المغرب الذي سيظل رفقة الشعب المغربي دائما وأبدا في قلبي وفي روحي”.
وأضاف الخبير المغربي، “رحيلي عن المغرب سرع من وتيرته كوني ومنذ عودتي من السويد حاولت تغيير بعض الأشياء والعقليات لكنني كنت في كل محاولة أصطدم بالحائط ولهذا سأكشف عن مكامن الخلل بدافع الحب للمغرب”.
ثم أردف “لقد اخترت التعبير عن عدم رضاي عن الرحيل ولهذا السبب قررت كتابة هاته الرسالة، لكن هذا الأمر لن يمنعني من مواصلة حبي للمغرب وللمغاربة، فأنا لا أشعر بخيبة أمل أو بالخسارة لكنني أعبر عن غضبي وامتعاضي من رؤية وزراء ومسؤولين غير أكفاء يسيرون بلدي.”
وزاد نفس المتحدث، “أنا أمثل العديد من المغاربة المنسيين والذين ملوا من رؤية عدد من الأشياء. لن أتوقف أبدا عن حب المغرب والمغاربة، لكنني أعتبر بأنه قد حان الوقت بالنسبة لي للرحيل وكما قال مانديلا، “لا أخسر أبدا، فإما أفوز، أو أتعلم”. وفي هذه الحالة تعلمت، أعتقد أنه بإمكاني خدمة بلدي من الخارج. إلى كل معجبي سأظل دوما رشيد المناصفي، وستبقى هناك دوما الكثير من المستجدات”.
وكشف المناصفي عن أسباب اتخاذه لهذا القرار، والتي جاء فيها ” منذ 11 سنة، وأنا أكتب عددا من المراسلات وأحاول التواصل مع عدد من الشخصيات، لكي أساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا، بمعنى وضع تجربتي وشبكة علاقاتي في النواحي السياسية الاقتصادية رهن إشارة بلدي لكن دون أن أتلقى أي جواب”.
ثانيا، يضيف المتحدث ” الفقر الذي يتزايد والذي ألاحظه خصوصا في المناطق المنسية بل وأحيانا على بعد أمتار من المدنن وثالثا التعليم، حاليا يتم إغلاق عدد من المدارس العمومية إلى جانب تدني المستوى والذي لا يساعد سوى على إخراج أجيال تنتمي للماضي أكثر منه للمستقبل”.
ومن بين الاسباب ايضا، “الصحة توجد في قاعة الإنعاش بدورها. يوميا ولمدة 11 سنة وأنا أعاين وأصادف أناسا يستنكرون وقوع أخطاء فادحة خلال إجرائهم لعدد من العمليات الجراحية، والرشوة منتشرة بشكل كبير وإذا لم تقدم ورقة نقدية صغيرة أو كبيرة لن تقضي مصالحك والأمر معمم على جميع الإدارات، واللاعدالة، لا يعقل أن يظل ملف عادي داخل ردهات المحاكم لسنين، ولهذا وغيره يهجر الناس بلدهم ولا يرغبون في الاستثمار داخله، إضافة إلى اللاأمن والذي يتضاعف يوما عن اليوم الذي سبقه. ليس بالقوة نقضي على الجريمة لكن بالذكاء. فحينما تعنف القوات العمومية الأساتذة، الأطباء، الطلبة، فأين هو الأمن في هاته الحالة، ثم اللامساواة، حيث نسمع كثيرا بأن تحقيقا ما تم فتحه في ملف ما لكن دون أن يغلق نهائيا، وفي الحالة التي يسرق فيها الفقير بيضة ندينه بسنتين من السجن، في حين يمكن لشخص نافذ أن يفعل ما يشاء دون أن تطاله أية مساءلة”.
وتوجه الخبير إلى المغاربة قاطبة بالقول:”تمنى لكم الأفضل، بكل بساطة. أتمنى أن تتغير هاته الأشياء لكي تمضي الأجيال المقبلة ببلادنا الحبيبة قدما إلى الأمام ولكي يعود المغاربة المقيمون بالخارج إلى أرض الوطن للمساهمة في تنميته الاقتصادية والاجتماعية”.
ثم ختم رسالته بالقول :”أجبرتمونا على هجرة بلدنا، وبلاد أجدادنا. رسالة لكل المسؤولين الذين يحملون في ذواتهم قلبا يحترق من أجل وطننا، هذه رسالتي أو بالأحرى صرختي لأنني لا أريد أن أسمع في يوم ما عبارة من قبيل ماذا فعلت أو ماذا قدمت من خدمات لبلدك. باراكا”.