كريمة أيت حساين – صحافية متدربة
انتهت أشغال بناء أكبر محطة لتحلية مياه البحر بمدينة أكادير في 15ماي 2021، وهي مبادرة مكنت من إنجاز أكبر محطة لتحلية مياه البحر بالمملكة المغربية وبمنطقة المتوسط وإفريقيا. والتي تجمع بين إنتاج الماء الشروب ومياه الري.
وتبلغ سعة هذا المشروع وفق ما ذكره المدير العام للمكتب للوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب عبد الرحيم الحافيظي في مرحلة أولى 275 ألف متر مكعب في اليوم، 150 ألف متر مكعب منها موجه للماء الشروب بما يضمن استفادة ما يقرب مليون و600 ألف نسمة من الماء الصالح للشرب بجهة أكادير الكبير. وسيمكن نفس المشروع كذلك من تطوير الاقتصاد الفلاحي ومعالجة مختلف الإشكالات المتعلقة بمياه الري بالمنطقة، بحيث سيسمح بسقي حوالي 15 ألف هكتار بالمنطقة.
وشدد عبد الرحيم الحافيظي على أنه تم التركيز على مسألة مراعاة عامل تكلفة إنتاج مشروع تحلية مياه البحر بأكادير، تنفيذا للتعليمات الملكية أثناء إطلاقه لأشغال إنجاز شبكة السقي انطلاقا من نفس محطة التحلية، خاصة وأن تكلفة إنتاج المتر المكعب الواحد من تحلية مياه البحر مرتفعة للغاية على الصعيد العالمي.
ومن أجل تقليص تكلفة هذا الإنتاج قد المستطاع نهج القائمون على مشروع تحلية مياه البحر خطة تم الإشتغال فيها على ثلاثة محاور: الأول تم فيه اللجوء والاستعانة بأحدث التكنولوجيات لتقليص التكلفة الطاقية للإنتاج، من خلال تطويرها باعتماد نظام يؤثر إيجابا على تكلفة المتر المكعب من المياه ويقلصها بنسبة تناهز حوالي 43٪.
وبالنسبة للمحور الثاني الذي تم الإشتغال عليه بغية خفض تكلفة إنتاج المشروع المذكور هو ربط محطة تحلية المياه بحظيرة للطاقة الريحية التي راكم المغرب فيها تجربة مشرفة وقوية مكنته من التوفر على إمكانات طاقية قوية تنتجها بتكاليف منخفضة مستخدما في ذلك حقول الطاقة الريحية.
وأما المحور الثالث يهم نقل المياه المحلاة من محطة تحلية المياه إلى شبكة التوزيع جهة أكادير الكبير، واستفادت هذه العملية حسب نفس المتحدث دائما من الموقع الجغرافي للجهة، من خلال تعبئة قوة الجذب التي تغني عن استعمال الطاقة الكهربائية في نقل المياه المحلاة من أجل خفض تكلفة إنتاج المتر المكعب الواحد من المياه باعتباره الرهان الأساس لنجاح المشروع ككل.
وتعود آخر زيارة ملكية لمدينة أكادير إلى فبراير 2020 تناولت مخطط التنمية الحضرية الذي يضم مشاريع مختلفة منها: مشروع تحلية مياه البحر، والمنطقة الحرة وكذلك تأهيل قصبة أكادير أوفلا وغيرها من المشاريع التي من شأنها أن تنهض بالتنمية بالمدينة.