الدار البيضاء-أسماء خيندوف
أظهرت البيانات العالمية لعام 2023 عن تحقيق رقم قياسي جديد في إنتاج البطيخ، حيث بلغ الإنتاج العالمي 104.932 مليون كيلوغرام، بزيادة ملحوظة تقدر بـ 1.889 مليون كيلوغرام مقارنة بالعام الماضي. ومع هذا النمو الكبير، جاء المغرب في قلب المعادلة العالمية بمعدلات إنتاجية أقل من العام السابق، ليضع تحديات جديدة أمام قطاعه الزراعي وسط هذه الزيادة العالمية.
و في تفاصيل الأرقام العالمية، شهدت الصين، التي تصدرت قائمة المنتجين، زيادة في الإنتاج مع 63.821 مليون كيلوغرام، مما يعادل نحو 60.82% من الإنتاج العالمي بينما شهدت دول أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا زيادة ملحوظة في إنتاج البطيخ، مما يعكس نموًا ملحوظًا في قطاع الطيور الزراعية على مستوى العالم، لكن المغرب على العكس، تراجع إنتاجه في 2023 بنسبة كبيرة.
وفقًا للبيانات التي أعدها “هوريتوينفو” استنادًا إلى أرقام “فاوستات” التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، وصل إنتاج المغرب من البطيخ في 2023 إلى 462,72 مليون كيلوغرام، وهو أقل بنحو 140 مليون كيلوغرام مقارنة بالعام 2022. ورغم أن المساحة المزروعة قد شهدت زيادة طفيفة في المغرب، إلا أن التراجع في الإنتاج يطرح تساؤلات حول فعالية الأساليب الزراعية واحتياجات السوق المحلي والعالمي.
في المقابل، شهدت إسبانيا وإيطاليا نمواً ملحوظاً في إنتاجهما من البطيخ في العام 2023، إذ زادت إسبانيا إنتاجها بمقدار 3,94 مليون كيلوغرام رغم تقليص المساحة المزروعة بمقدار 240 هكتارًا. أما إيطاليا، فقد شهدت أكبر زيادة في الإنتاج بين دول البحر الأبيض المتوسط، حيث ارتفع إنتاجها بمقدار 94,87 مليون كيلوغرام.
و يثير انخفاض الإنتاج المغربي العديد من التساؤلات حول استراتيجيات الإنتاج والابتكار الزراعي في المملكة. و رغم المساحة المتزايدة المخصصة للبطيخ، إلا أن هذا الانخفاض قد يشير إلى ضرورة تعزيز التقنيات الزراعية وتحسين أساليب الري والزراعة المستدامة، خاصة في ظل الظروف المناخية المتقلبة التي تشهدها المنطقة.
و في الوقت الذي تواصل فيه بعض الدول المنافسة في الأسواق الأوروبية والأفريقية زيادة إنتاجها، يظل أمام المغرب تحدي تحسين إنتاجيته لضمان مكانته التنافسية في السوق العالمية للبطيخ.