24ساعة-عبد الرحيم زياد
أعادت العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية في نوفمبر 2020 بالمنطقة العازلة في الكركرات ، تشكيل البنية الأمنية لجنوب المغرب بشكل جذري.
فقد أدى تمديد الجدار الدفاعي إلى ما بعد المسار السابق إلى تشكيل حاجز استراتيجي يمنع أي توغل لعناصر جبهة البوليساريو ويضمن انسيابية الممر اللوجستي الحيوي الذي يربط المغرب بموريتانيا.
هذه البنية الجديدة تعتمد على نهج دفاعي متعدد الطبقات، يجمع بين الحواجز الفيزيائية المتقدمة، والأنظمة الإلكترونية للمراقبة، وعقيدة التدخل السريع.
بنية المنظومة الدفاعية الجديدة
امتداد التحصينات شمل بناء حاجز ثانٍ مزود بسلسلة من الهياكل المتدرجة، المصممة وفقًا لمعايير باليستية وطبوغرافية دقيقة. هذه الخط الدفاعي الجديد، الممتد لعدة كيلومترات جنوب الحدود المحصنة القديمة، يتضمن حاجزًا رمليًا مرتفعًا يقلل من الرؤية ويمتص تهديدات القذائف الموجهة. وقد تم تصميم هندسته وفق منحنى لوغاريتمي لتعظيم التأثير المشتت لأي هجمات بقذائف الهاون أو المدفعية الخفيفة.
كما يضم الحاجز شبكة من أجهزة الاستشعار والرادارات عالية الدقة، متصلة بطائرات مسيرة متخصصة في الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR). هذه المنظومة تتيح مراقبة مستمرة لأي محاولة تسلل، حيث تعمل الإشارات الملتقطة على تمكين التعرف الفوري على التهديدات باستخدام خوارزميات تعتمد على التحليل الحراري والطيفي.
إضافة إلى ذلك، تم إنشاء ممرات للرد السريع تتيح الانتشار الفوري للمركبات المدرعة ووحدات التدخل السريع التابعة للقوات المسلحة الملكية، في حال حدوث أي خرق للمنطقة المحظورة.
من الناحية الطبوغرافية، يتبع الحاجز تضاريس المنطقة بدقة، مستغلًا الكثبان الرملية والانحدارات لإنشاء مناطق ظل تكتيكية تقلل من التعرض لإطلاق النار المباشر.
كما أن استخدام مواد ذات بصمة حرارية منخفضة يحدّ من إمكانية الكشف عبر أنظمة التصوير بالأشعة تحت الحمراء، مما يحيد قدرات الاستطلاع المعادية.
https://twitter.com/CoolTheCucumber/status/1896615023121670436
تأمين الممر اللوجستي والرهانات الاستراتيجية
يستفيد المحور الرابط بين الكركرات ونواذيبو، وهو شريان رئيسي للتبادلات الاقتصادية بين المغرب وموريتانيا، من حماية معززة بفضل إنشاء نقاط مراقبة على فترات منتظمة. وتعد استمرارية حركة النقل على هذا الطريق أمرًا حاسمًا لاستقرار المنطقة، لا سيما في مواجهة محاولات العرقلة السابقة التي قامت بها ميليشيات البوليساريو.
وتُظهر بيانات الأقمار الصناعية بعد العملية انخفاضًا حادًا في التوغلات غير الشرعية داخل المنطقة العازلة، مما يؤكد فعالية المنظومة الدفاعية الجديدة. علاوة على ذلك، فإن التواجد المكثف للقوات البرية المغربية في المنطقة ساهم في ترسيخ قوة ردع موثوقة ضد أي محاولات عدائية.
التداعيات الجيوسياسية والتقنية-العسكرية
تعزيز الجدار الدفاعي بعد عملية الكركرات يعكس رؤية طويلة المدى للأمن، حيث يعتمد المغرب على استراتيجية للتحكم في المجال تجمع بين التفوق العسكري والتكنولوجي. هذه الخطوة تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة وتكرس موقع المملكة كفاعل محوري في استقرار منطقة الساحل والصحراء.
ويقدر الخبراء العسكريون أن هذا الترتيب الجديد يجعل أي محاولة لزعزعة استقرار الممر الحدودي شبه مستحيلة، مما يضع المغرب في موقع قوة خلال أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بإدارة المنطقة العازلة.