نور الدين الدغير
بدء من الجولة الرابعة في مسقط دخلت المفاوضات مرحلة معقدة فالمفاوضات غادرت جانب الحديث السياسي الذي لم يكن إلا لقاءات مجاملة وجس النبض إلى مرحلة البحث التقني.
واشنطن حاولت ضبط نبرتها باتجاه إيران قبل وخلال زيارة ترمب للمنطقة بهدف تلطيف الأجواء و إبعاد أي توتر أو تشويش على زيارته.
قبل زيارة ترامب للمنطقة و خلال الجولات الأربع كان منسوب التفاؤل مرتفع لكن بعد ذلك بدأت تتعارض الرؤى بين ما تريده إيران من المفاوضات وما تريده واشنطن.
واشنطن أصبحت واضحة في رسم موقفها فمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي يعني وقف كلي لعملية تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
إيرانيا ترى أن قلق الغرب من برنامج إيران النووي تبدده إجراءات إيرانية لزيادة الثقة و التأكد من سلمية برنامجها من خلال رفع وتيرة التفتيش و الذهاب الى تفعيل الملحق الإضافي كآلية ضامنة لعمليات التفتيش على مستوى أوسع و أشمل.
لذلك الحديث الأمريكي عن وقف تخصيب اليورانيوم هو تجاوز للخطوط الحمراء الإيرانية و يحكم على أي عملية تفاوضية بالفشل، و ما يمكن أن تقبله إيران هو خفض نسب التخصيب إلى أقل من 5% و كذلك خفض الانتاج و المخزون من اليورانيوم المخصب.
كيف تقرأ إيران السلوك الأمريكي؟
1-واشنطن بموقفها بشأن التخصيب قد يكون هدفه دفع إيران لمغادرة طاولة المفاوضات وتحميلها مسؤولية فشلها و معه تتحمل مسؤولية أي إجراءات أمريكية ضدها
2-طرح ملفات ذات بعد إشكالي بهدف إطالة أمد التفاوض و الوصول إلى شهر يونيو وقتها يمكن للدول الأوروبية البدء باجراءات ما يعرف ب snap back بدعم أمريكي لإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران
ماذا بعد الجولة الخامسة إذا عقدت؟
1-السيناريو الأسوء قد يكون بقاء الحال على وضع الجولة الرابعة دون لقاء خامس و سيكون إعلانا واضحا عن توفف المفاوضات وحتى فشلها
2-السيناريو السيء هو الاجتماع في جولة خامسة دون التوصل إلى توافق أو نتيجة مقبولة وترك موعد اللقاء السادس مفتوح دون الإعلان بشكل مباشر فشل المفاوضات
3-في كلتا الحالات تأخذ واشنطن المفاوضات إلى مربع لا حرب و لا اتفاق
لا حرب لأنه لا رغبة لواشنطن بفتح حرب بالمنطقة و لدول المنطقة الخليجية دور واضح في تحول الخلاف الإيراني الأمريكي إلى مواجهة مباشرة بهدف و تفادي زيادة منسوب التوتر العسكري و الأمني.
لا اتفاق قد يبقى ساري المفعول
من وجهة نظر إيرانية حتى تنتهي فترة ترمب و إمكانية إيران تحمل الضغوط التي قد تمارسها العقوبات و الإدارة الأمريكية.
من وجهة نظر أمريكية حتى عودة العقوبات الدولية على إيران و قتها يمكن الدخول إلى مفاوضات بشروط جديدة قد تجبر طهران على التراجع عن مواقفها.
وفي الأخير هل يمكن خلال المفاوضات وضع حد فاصل بين آلية تخصيب اليورانيوم ، و تخصيب اليورانيوم للخروج من الاشتباك الأمريكي الإيراني الحالي؟