24 ساعة – متابعة
بعد أن راكم المفكر والمؤرخ المغربي عبد اله بوصوف مجموعة من الكتب في حقلي التاريخ والأدب، باللغتين العربية تارة والفرنسية تارة أخرى، صدر له في الأسبوع المنصرم كتاباً قيما على أكثر من صعيد، يحمل عنواناً دالا:” في مواجهة المرآة، مرافعة من أجل سياسة عمومية لصورة المغرب”، يعالج من خلاله صورة المغرب داخلياً وخارجياً، ويحلل عبر تداخل أنساق معرفية متعددة من تاريخ و أنثربولوجبا وعلم الاجتماع وقانون وعلاقات دولية، كيفية تشكل صورة المغرب عبر التاريخ، متوقفاً عند أهم المحطات التاريخية الكبرى للمغرب.
وبلغة العارف بعوالم الصورة وتقنياتها، من وحدات ضوئية وألوان وأشكال أيقونية، وبعدة منهجية سيميولوجية، فكك عبد الله بوصوف الصورة التي تشكلت في الخارج على أساس أحكام القيمة، التي جعلها ترتد إلى أسسها السياسية والإيديولوجية، مفنداً مزاعم وأوصاف يكذبها تاريخ المغرب الحضاري الممتد عميقاً في التاريخ. بشكل يجعل من هذا الكتاب مرافعة قيمة عن المغرب والمغاربة.
إن الكتاب الذي صدر باللغتين الفرنسية والعربية، والذي قدمه في نسخته العربية الأنثربولوجي عياد أبلال يشكل ترسانة من المفاهيم والاقتراحات والتوصيات التي جاءت في سياق خطاب معرفي رفيع المستوى، يبتغي من خلاله المفكر عبدالله بوصوف وضع المغرب أمام مرآة الآخر، ليعرف المغاربة كيف يدافعون عن مغربهم الحضاري، وكيف يفندون أحكام القيمة التي تشكلت تاريخياً منذ الفترة الاستعمارية وما تلاها من أطماع استعمارية، وهي أطماع تخفي الخوف من نهوض المغرب الحضاري مرة أخرى، بالنظر إلى امتلاكه كل المؤهلات البشرية والطبيعية، ناهيك عن الذكاء التاريخي الذي جعل من المغرب محطة جيو استراتيجية مهمة في سياق النظام العالمي الجديد. وإذا كانت صورة المغرب في مرآة الآخر لا تكتمل إلا بصورته في مرآته الذاتية الداخلية، فإن الكتاب يمنح القارئ عدة منهجية سيميولوجية تمكن المغاربة من قراءة تفاصيل صورتهم في مرآتهم الخاصة، وهي مرآة يفككها بوصوف إلى مكوناتها الأساسية التي تشكلت عبر التاريخ. وهنا تكمن القدرة الفكرية للمؤرخ عبد الله بوصوف، بحيث يمكن اعتبار كتاب ” في مواجهة المرآة، مرافعة من أجل سياسة عمومية لصورة المغرب” سردية تاريخية لمغرب حضاري وثقافي ممتد عميقا في التاريخ، وهو تاريخ مشرع أيضاً على مستقبل مخضب بالتحديات الكبرى، لكنه أيضا منفتح على آمال وطموحات مغاربة عبروا دوما على قدرتهم وذكائهم التاريخي في كسب رهانات التحدي.
بيد أن واسطة عقد هذا الكتاب هو رغبة المفكر بوصوف في جعل الدفاع عن صورة المغرب استراتيجية وطنية، تتأسس عليها مختلف السياسات العمومية، ولكن قبل ذلك، كما يتضح من الكتاب هو دور المساهمة الشعبية في بناء هذه الصورة بشكل علمي واستراتيجي يجعل من المغرب قوة ناعمة واستراتيجية، لا تنفصل فيها الأبعاد الثقافية عن باقي مختلف الأبعاد التنموية الأخرى.
وجدير بالذكر ان الكتاب في صيغتيه الفرنسية والعربية صدر عن مؤسسة باحثون للدراسات، الابحاث، النشر والاستراتيجيات الثقافية.
المؤرخ والمفكر عبد الله بوصوف في سطور:
عبد الله بوصوف، من مواليد الناضور 5 مارس 1962
الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج منذ 2007.
حصل على الدكتوراه سنة 1991 من جامعة ستراسبورغ الثانية، في موضوع العلاقات في منطقة البحر الأبيض المتوسط في القرن الثالث عشر.
شغل عام 1993 منصب رئيس جمعية مسجد ستراسبورغ. ويرجع له الفضل في مشروع بناء المسجد الكبير في ستراسبورغ، الذي يعتبر أول منشأة تم تصميمها منذ البداية للديانة الإسلامية في ستراسبورغ.
اشتغل خبيرا لدى المفوضية الأوروبية ضمن برنامج «روح من أجل أوروبا» 1997-2003.
ترأس لجنة التكوين في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) قبل أن يتم انتخابه نائبا لرئيس المجلس في عام 2005.
انضم في سنة 2006 إلى معهد الدراسات الإسلامية في بروكسل. كما أسس وأشرف على إدارة المركز الأورو-إسلامي للثقافة والحوار بمدينة شارل روا بلجيكا.
صدر له:
الإسلام والمشترك الإنساني سنة
الغرفة 305 مخاض الولادة الثانية
الصحراء المغربية: من يملك الحق يملك القوة
الإسلام، الغرب والإعلام، صناعة الخوف
ملكية في أرض الإسلام
في مواجهة المرآة، مرافعة من أجل سياسية عمومية لصورة المغرب
ترجمت أعماله إلى عدد من اللغات، من بينها: العربية والفرنسية والإسبانية.