الرباط-أسامة بلفقير
لطالما شكلت القضية الفلسطينية، وفي قلبها مدينة القدس الشريف، جوهر اهتمام المملكة المغربية قيادة وشعباً.
وفي هذا السياق، يبرز الدور المحوري والمتواصل الذي يضطلع به الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعم المدينة المقدسة والحفاظ على هويتها العربية والإسلامية ومقدساتها. دعم ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لنهج راسخ دأب عليه أسلافه من ملوك الدولة العلوية الشريفة.
وتتجلى ريادة الملك محمد السادس في دعم القدس الشريف عبر مسارات متعددة ومتكاملة، تعكس رؤية استراتيجية عميقة وإيماناً ثابتاً بعدالة القضية الفلسطينية.
وتعتبر رئاسة الملك محمد السادس للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، آلية مؤسسية حيوية لتنسيق الجهود الإسلامية والدولية الرامية إلى حماية القدس. تحت قيادته، اضطلعت اللجنة بدور فاعل في صياغة المواقف المشتركة، وحشد الدعم السياسي والدبلوماسي، وتنفيذ مشاريع ملموسة على أرض الواقع. إن هذه الرئاسة تمنح المغرب صوتاً مؤثراً ومنبراً قوياً للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومقدساتهم في المحافل الإقليمية والدولية.
ولم يقتصر دعم الملك محمد السادس على الجانب السياسي والدبلوماسي، بل امتد ليشمل تقديم مساعدات إنسانية واجتماعية مباشرة لسكان القدس. فمن خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، يتم تنفيذ مشاريع تنموية واجتماعية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، ودعم صمودهم في وجه التحديات التي يواجهونها.
تشمل هذه المشاريع ترميم المنازل، ودعم المؤسسات التعليمية والصحية، والحفاظ على التراث الثقافي والمعماري للمدينة المقدسة. هذا الدعم المباشر يعكس إحساساً عميقاً بالتضامن الإنساني والأخوي مع المقدسيين.
ويولي الملك محمد السادس اهتماماً خاصاً للحفاظ على الطابع العربي والإسلامي للقدس الشريف ومواجهة محاولات التهويد وتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمدينة. من خلال البيانات الرسمية والمواقف المعلنة في المحافل الدولية، يؤكد المغرب باستمرار على ضرورة احترام الوضع القائم للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويدعو إلى وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير ديموغرافية المدينة وهويتها.
ويقوم المغرب، بتوجيهات من الملك محمد السادس، بتحركات دبلوماسية نشطة على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية لدعم القضية الفلسطينية والقدس. زيتم التنسيق مع مختلف الشركاء الدوليين لحشد الدعم السياسي والاقتصادي، والتأكيد على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ويضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ويعكس الدعم الرسمي الذي يقوده الملك محمد السادس نبض الشارع المغربي الذي يكنّ تقديراً عميقاً للقدس والقضية الفلسطينية. تتجلى مظاهر هذا التضامن في مختلف الفعاليات والأنشطة التي تعبر عن دعم الشعب المغربي لحقوق الفلسطينيين وتطلعاتهم المشروعة، في انسجام مع المواقف الرسمية للمملكة الداعية للقضية الفلسطينية:
إن الدور الذي يلعبه الملك محمد السادس في دعم القدس الشريف هو دور محوري واستراتيجي، يرتكز على أسس تاريخية ودينية وإنسانية راسخة. من خلال رئاسته للجنة القدس، وتقديمه للدعم الإنساني المباشر، وجهوده الدبلوماسية المكثفة، يواصل العاهل المغربي جهوده الدؤوبة للحفاظ على القدس ومقدساتها، ودعم صمود أهلها، والمساهمة في تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
إن هذه الريادة تجعل من المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، صوتاً قوياً وفاعلاً في الدفاع عن الحق الفلسطيني وعن مكانة القدس في قلب الأمة العربية والإسلامية، بعيدا عن أي اعتبارات سياسية أو مصلحية. ففي محطات كثيرة، تدخل المغرب بآليات دبلوماسية فعالة، بعيدا حتى عن الاضواء أو انتظار مقابل من جهوده التي لا تتوقف.