(خاص)
المهدي الادريسي
كم كان القديس فالنتاين سيكون مكتئبا على غير عادته و هو يزور بلادا تسمى المغرب الاقصى فيها بحران و كراهية. سيقف القديس فالنتين على وقوف شباب في عمر الزهور وهم يعذبون نسرا مهددا بالانقراض وينزعون ريشه بطريقة هستيرية للتخلص منه مبتهجين بهذا الفتح العظيم ، و سيقارن بين بشر آخرين ينقذون الحيتان و الدلافين و الثعابين النادرة .. هكذا اذن يغيب القول الكانطي في بلدي و يغيب العقل العملي الاخلاقيالذي يقتضي أن نتصرف على نحو تعامل الإنسانية في شخصنا، كما في شخص غيرنا دائما وأبدا.
لابد أن يلحظ قديسنا فالنتاين أنه لا مكان للحب و لو ” الحب في الله ” بين سياسيينا ، فالحال أن السائد بينهم اليوم لا يمت للحب و لا المودة حيث السباب و السعار و المكائد ، هكذا تتحول السياسة في بلدي الى سياسة جاهلة لا تصلح سوى لتزريب الحقل بلغة المعلم الفرابي ، سياسة أهل القحة و الخبت الذين يشجعون الكراهية و ينبذون الحب ، حب الشعب و حب الصالح العام أو لنقل المنفعة العامة .. و لكنه قطعا سيشعر بحبهم الخالص للمال العام أجرا و تقاعدا و ريعا …
سيعرف قديسنا أن هناك نسوة قطعن في أسبوع الحب مئة كيلومتر من أزيلال إلى بني ملال من أجل المطالبة ببناء مدرسة قطعاو في حالة بناءها لن تكون” مدرسة للحب ” .
و سيزور أخيرا القديس قبر من طحن في حاوية أزبال ذات ليلة باردة و سيأخذ روحه الطاهرة معه إلى مكان الخلود ، ألم يقل المعلم سقراط ” إن الموت هو مجرد نوم بدون أحلام، أو أنه مناسبة للالتقاء بالعظماء كهومروس وهوزيود وبارمينيد..”.